Friday, October 30, 2015

Friday KHUTBAH: Muslims reminded of the lessons of Al Kahf

How to remove jealousy between the students of knowledge – Shaykh Sulayman Ar-Ruhaylee










سُورَةُ الْكَهْفِ
                           الْخُطبَةُ الأُولَى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا، وَجَعَلَ لِمَنِ اتَّقَاهُ فَرَجًا وَمَخْرَجًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، أَنْزَلَ الْقُرْآنَ هِدَايَةً وَنُورًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)([1]).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ سُورَ الْقُرْآنِ مَلِيئَةٌ بِالْعِبَرِ وَالْعِظَاتِ، وَلِكُلِّ سُورَةٍ جَمَالُهَا وَجَلاَلُهَا، وَدُرُوسُهَا وَعِبَرُهَا، وَسُورَةُ الْكَهْفِ سُورَةٌ كَرِيمَةٌ، وَمَكَانَتُهَا جَلِيلَةٌ، يَقْرَأُهَا الْمُسْلِمُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ابْتِغَاءً لِلأَجْرِ, وَتَحَرِّيًا لِلْفَضْلِ، وَطَلَبًا لِلنُّورِ الَّذِي يُضِيءُ لِقَارِئِهَا مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ»([2]). فَلِقِرَاءَتِهَا فَوَائِدُ عَظِيمَةٌ، وَفَضَائِلُ كَبِيرَةٌ، فَمَنْ حَفِظَهَا وَتَدَبَّرَهَا وَعَمِلَ بِهَا حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْفِتَنِ, قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ- وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ آخِرِ الْكَهْفِ([3])- عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ»([4]).
وَسُمِّيَتْ بِسُورَةِ الْكَهْفِ لِمَا وَرَدَ فِيَها مِنْ ذِكْرِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِهِمْ، وَحَوَتِ الْكَثِيرَ مِنَ الْعِظَاتِ وَالْفَوَائِدِ، وَالْمَعَانِي وَالْفَرَائِدِ، الَّتِي يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَى تَذَكُّرِهَا وَالْعَمَلِ بِهَا, فَقَدِ ابْتَدَأَتِ بِإِنْذَارِ الْمُعْرِضِينَ, وَبِشَارَةِ الْمُؤْمِنِينَ, قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ)([5]).
وَخُتِمَتِ السُّورَةُ بِبَيَانِ جَزَاءِ الْفَرِيقَيْنِ: الأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً وَمَصِيرِهِمْ, وَالَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ وَجَزَائِهِمْ, فَهُمَا فَرِيقَانِ: فَرِيقٌ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَنَالَ رِضْوَانَهُ، وَظَفِرَ بِالسَّعَادَةِ الأَبَدِيَّةِ، وَفَرِيقٌ أَعْرَضَ فَكَانَ جَزَاؤُهُ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
وَنَبَّهَتِ السُّورَةُ إِلَى أَهَمِيَّةِ الْكَلِمَةِ، وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مِنْ خَطَرٍ عَظِيمٍ, وَأَثَرٍ جَسِيمٍ عَلَى الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ, قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ)([6]). فَإِطْلاَقُ الْكَلاَمِ مِنْ غَيْرِ تَأَكُّدٍ وَلاَ تَثَبُّتٍ, وَدُونَ نَظَرٍ فِي عَوَاقِبِهِ وَمَآلاَتِهِ, يَجُرُّ عَلَى صَاحِبِهِ الْوَيْلَ وَالْهَلاَكَ، وَعَلَى الْمُجْتَمَعِ الْفِتَنَ وَالْبَلاَءَ, فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنَ الْكَلاَمِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ بَيِّنَةٍ، قَالَ رَسُولَ اللَّهِ r إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا، يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ»([7]).
أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: وَتَدْعُونَا سُورَةُ الْكَهْفِ إِلَى تَحْقِيقِ التَّوَازُنِ بَيْنَ السَّعْيِ فِي الدُّنْيَا وَطَلَبِ الآخِرَةِ، بِأَنْ نَعْمَلَ لِعِمَارَةِ الدُّنْيَا، وَنَجْتَهِدَ لِلْفَوْزِ بِالآخِرَةِ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا)([8]). فَطَغَى حُبُّ الدُّنْيَا عَلَى قَلْبِ أَحَدِهِمَا، حَتَّى شَكَّ فِي الْيَوْمِ الآخِرِ وَقَالَ:( وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا)([9]). وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ إِيمَانُهُ بِاللَّهِ رَاسِخًا، فَقَالَ:( لَكِنَّاْ هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً)([10]). وَنَصَحَ صَاحِبَهُ بِرِفْقٍ وَلِينٍ، وَذَكَّرَهُ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ قَائِلاً:( وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ)([11]). فَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْتَشْعِرَ الْمَرْءُ فَضْلَ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَيَشْكُرَهُ عَلَى مَا أَكْرَمَهُ بِهِ.
يَا قُرَّاءَ سُورَةِ الْكَهْفِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى هَيَّأَ لِلإِنْسَانِ فِي الأَرْضِ أَسْبَابَ الْمَعِيشَةِ وَالْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ، لِيَعْبُدَ رَبَّهُ، وَيُحْسِنَ إِلَى عِبَادِهِ، وَيَبْذُلَ الْخَيْرَ وَالإِحْسَانَ، وَيَنْشُرَ السَّلاَمَ وَالْوِئَامَ، وَذَكَّرَهُ بِأَنَّهُ مُحَاسَبٌ عَلَى مَا يَعْمَلُ، وَأَنَّ أَعْمَالَهُ مَحْفُوظَةٌ فِي كِتَابٍ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا)([12]). وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)([13]). فَالْجَزَاءُ فِي الآخِرَةِ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ، فَمَنِ اجْتَهَدَ فِي دُنْيَاهُ، وَاتَّقَى مَوْلاَهُ؛ فَازَ بِأَرْفَعِ الدَّرَجَاتِ فِي أُخْرَاهُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْكَهْفِ:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا* أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا)([14]).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَتُعَلِّمُنَا سُورَةُ الْكَهْفِ كَيْفَ يَكُونُ الصَّبْرُ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ، وَالْمُثَابَرِة فِي تَحْصِيلِهِ، مِنْ خِلاَلِ قِصَّةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَعَ الْخَضِرِ: فَقَدْ سَافَرَ إِلَيْهِ، لِيَتَعَلَّمَ عَلَى يَدَيْهِ:( قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً)([15]). فَكَانَ نِعْمَ الْمُتَعَلِّمُ الْمُتَأَدِّبُ، وَنِعْمَ الْقُدْوَةُ فِي الْحِرْصِ وَالتَّوَاضُعِ:( قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا)([16]). فَطَالِبُ الْعِلْمِ يَكُونُ مُتَأَنِيًا صَابِرًا، بَلْ مُصَابِرًا مُتَحَمِّلاً عَنَاءَ طَلَبِ الْعِلْمِ, مُتَوَاضِعًا لِلْمُعَلِّمِ، حَتَّى يَكْتَسِبَ الْمَعْرِفَةَ وَالْفَائِدَةَ، فَإِنَّ الْعِلْمَ عِصْمَةٌ مِنَ الْفِتَنِ، وَحَصَانَةٌ مِنَ الضَّلاَلِ. وَقَدْ حَذَّرَنَا اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْكَهْفِ مِنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ وَالْفِتَنِ، الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ يُصْلِحُونَ، وَهَذَا يَنْطَبِقُ عَلَى أَهْلِ التَّطَرُّفِ وَالتَّشَدُّدِ، الَّذِينَ يَرْفَعُونَ الشِّعَارَاتِ الْبَرَّاقَةَ، وَالْكَلِمَاتِ الرَّنَّانَةَ، ظَانِّينَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا، قَالَ تَعَالَى:( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا* الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)([17]).
فَاللَّهُمَّ عَلِّمْنَا مَا يَنْفَعُنَا، وَانْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا، وَارْزُقْنَا تَدَبُّرَ قُرْآنِكَ، وَالْمُدَاوَمَةَ عَلَى قِرَاءَةِ سُورَةِ الْكَهْفِ، وَوَفِّقْنَا جَمِيعًا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ r وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ, عَمَلاً بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)([18]).
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ حَقَّ التَّقْوَى، وَرَاقِبُوهُ فِي السِّرِّ وَالنَّجْوَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ فِي قِصَّةِ ذِي الْقَرْنَيْنِ أُنْمُوذَجًا لِقَائِدٍ مَكَّنَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الأَرْضِ، فَنَشَرَ الأَمَانَ، وَأَقَامَ الْعَدْلَ، وَرَفَعَ الظُّلْمَ، وَنَصَرَ الْمُسْتَضْعَفِينَ الَّذِينَ اسْتَنْجَدُوا بِهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ:( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا)([19]). فَلَبَّى نِدَاءَهُمْ، وَهَبَّ لِنَجْدَتِهِمْ، بِلاَ تَرَدُّدٍ وَلاَ تَأَخُّرٍ قَائِلاً:( مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا)([20]). فَنُصْرَةُ الْمَظْلُومِ وَاجِبَةٌ, وَمُسَاعَدَتُهُ لاَزِمَةٌ لِرَدْعِ الْمُفْسِدِينَ, وَحِمَايَةِ الدِّينِ وَالأَرْضِ وَالْعِرْضِ، وَفِي هَذَا السِّيَاقِ حَرَصَتْ قِيَادَتُنَا الرَّشِيدَةُ عَلَى الْوُقُوفِ مَعَ الْمَظْلُومِ, وَرَدِّ الْحَقِّ لأَصْحَابِهِ، تَأْيِيدًا لِنُصْرَةِ أَشِقَّائِنَا فِي الْيَمَنِ وَدَعْمًا لَهُمْ.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)([21]). اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا بِكِتَابِكَ مُتَمَسِّكِينَ، وَلَهُ تَالِينَ، وَلآيَاتِهِ مُتَدَبِّرِينَ، وَلِعِبَرِهِ وَعِظَاتِهِ مُتَأَمِّلِينَ، وَاجْعَلْهُ لَنَا حُجَّةً وَنُورًا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ وقُوَّاتِ التَّحَالُفِ الأَبْرَارَ، وَأَنْزِلْهُمْ مَنَازِلَ الأَخْيَارِ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ، يَا عَزِيزُ يَا غَفَّارُ. اللَّهُمَّ اجْزِ خَيْرَ الْجَزَاءِ أُمَّهَاتِ الشُّهَدَاءِ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا، اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ وَالاِسْتِقْرَارَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ.
اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ دَيْنًا إِلاَّ قَضَيْتَهُ، وَلاَ مَرِيضًا إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ مَيِّتًا إِلاَّ رَحِمْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. 
اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا.
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ والثَّوَابَ لِمَنْ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ وَلِوَالِدَيْهِ، وَلِكُلِّ مَنْ عَمِلَ فِيهِ صَالِحًا وَإِحْسَانًا، وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لِكُلِّ مَنْ بَنَى لَكَ مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُكَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلاَ تَدَعْ فِيْنَا وَلاَ مَعَنَا شَقِيًّا وَلاَ مَحْرُوْمًا.
اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ([22]).
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عِبَادَ اللَّهِ:( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)([23])
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)([24]).



([1]) البقرة :231.
([2]) البيهقى في السنن الكبرى : (3/249).
([3]) أبو داود : 4323 .
([4]) مسلم : 809.
([5]) الكهف : 2 .
([6]) الكهف : 5 .
([7]) متفق عليه.
([8]) الكهف: 32 .
([9]) الكهف: 36 .
([10]) الكهف: 38 .
([11]) الكهف: 39 .
([12]) الكهف: 49 .
([13]) ق : 18 .
([14]) الكهف: 30 -31 .
([15]) الكهف: 66 .
([16]) الكهف: 69 .
([17]) الكهف: 103 - 104 .
([18]) النساء : 59 .
([19]) الكهف: 94 .
([20]) الكهف: 95 .
([21]) الأحزاب: 56.
([22]) يكررها الخطيب مرتين.
([23]) النحل : 90 .
([24]) العنكبوت : 45 .

             
- من مسؤولية الخطيب :



Friday’s sermon highlights the merits and lessons of the Quranic chapter Al Kahf (the cave), which was named after the incident of the young men who fled to a cave with their dog.
Watching the words of one’s mouth, dedication in seeking knowledge and the risks of following what is wrong are portrayed in surat Al Kahf, which Muslims are advised to read and reflect upon every Friday.
“It includes abundant admonitions, benefits, meanings and unmatched guidelines that people need to remember and implement,” says the sermon.
The surah also highlights the importance of words of the mouth and their consequential results.
“Uttering words without validating their truth or considering their consequences will certainly bring sufferings and troubles to those who said them, as well as chaos to their societies.”
An example of the need for patience when seeking knowledge and learning is portrayed through the story of Prophet Moses and Al Khidr.
“Moses said to him, ‘may I follow you on [the condition] that you teach me from what you have been taught of sound judgment?” says verses from the surah.
“Moses said ‘you will find me if Allah wills, patient, and I will not disobey you in any order’.”
The surah also urges people to keep a balance between pursuing their own interests in this world and seeking Allah’s pleasure in the hereafter.
It describes the story of two men, “and present to them an example of two men: We granted one of them two gardens of grapevines, and We bordered them with palm trees and placed between them [field of] crops,” says verses of the surah.
The man who was granted these benefits was overwhelmed by them and doubted the day of judgment will occur. While the other man had strong belief in his lord, and said: “But as for me, He is Allah, my Lord, and I do not associate with my Lord anyone.”
He then advised his friend saying: “And why did you, when you entered your garden not say, ‘What Allah willed [has occurred]; there is no power except in Allah?’”

Saturday, October 24, 2015

Three Rivers That Purify Sinners – Imam Ibn Al-Qayyim


Three Rivers That Purify Sinners – Imam Ibn Al-Qayyium
Imam Ibn Al-Qayyium said, “For the people of sins there are 3 great rivers with which they purify themselves in this world and if these do not suffice in purifying them, then they are purified in the river of Hellfire on the Day of Judgment:
1. A river of sincere repentance.
2. A river of good deeds that drowns the sins that surround it.
3. And a river of great calamities (that befall the sinner) that expiate (his sins)
Therefore, when Allah intends good for His slave, He enters him into one of these 3 rivers, so he comes purified and cleansed on the Day of Judgement, not requiring the fourth purification.
And the forth purification: The river of Hellfire on Yaum Al-Qiyamah.
So swim in the river of repentance and doing good deeds and have patience in the river of calamities. And do not neglect these before a day comes when you will be drowned in the river of Hell-fire whose fuel is men and stones”
Ref: Madaarij As-Saalikeen 1/312

Friday, October 16, 2015

Is it possible for Jinns and humans to be intimate together? – Answered by Shaykh Uthaymeen

Question: O noble Shaykh in Soorah Ar Rahman Allah says:
لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ
Untouched before them by man or jinn. (Soorah Ar Rahman 55:56)
Are Jinn able to be intimate with the women of this world?
Shaykh Uthaymeen: In Soorah Ar Rahman—as the questioner mentioned: (Allah said)
لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ
Untouched before them by man or jinn. (Soorah Ar Rahman 55:56)
This verse proves Jinn will enter paradise if they were believers; and this is the correct viewpoint. As for the disbelievers from the Jinn entering the fire, then this is agreed upon by the consensus. This is based upon the statement of Allah the Exalted:
قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ
(Allah) will say: “Enter you in the company of nations who passed away before you, of men and jinns, into the Fire.” (Soorah Al ‘Araf 7:38)
He asks is it possible for a Jinn to be intimate with a female from the humans, thus having sexual intercourse with her? Or is it possible for a male from the humans to have sexual intercourse with female Jinn?
The scholars say this is possible. It is possible for male Jinn to have sexual intercourse with a female from the humans and she will be aware of it. And likewise it is possible for a male from the humans to have sexual intercourse with a female Jinn and he will perceive this.



Thursday, October 8, 2015

UAE Friday Sermon: Be grateful for blessings and spread hope


الإِمَارَاتُ مَظَلَّةُ الأَمَلِ
 الْخُطْبَةُ الأُولَى
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَجْزَلَ لِعِبَادِهِ النِّعَمَ وَالْهِبَاتِ، وَرَغَّبَهُمْ فِي فِعْلِ الْخَيْرَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ وَطَاعَتِهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ)([1]). وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:( فَبَشِّرْ عِبَادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)([2]).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ الْحَيَاةَ مَيْدَانٌ لِلْخَيْرِ عَظِيمٌ، وَمِضْمَارٌ لِلأَجْرِ كَبِيرٌ، تَتَنَوَّعُ فِيهِ الطَّاعَاتُ، وَتَتَعَدَّدُ فِيهِ الأَعْمَالُ الصَّالِحَاتُ، لِتَشْمَلَ الإِحْسَانَ بِجَمِيعِ صُوَرِهِ، وَالْبِرَّ بِكُلِّ أَنْوَاعِهِ، وَقَدْ ثَمَّنَ الإِسْلاَمُ الْمُبَادَرَاتِ الَّتِي تَزْرَعُ الأَمَلَ فِي نُفُوسِ الْمُحْتَاجِينَ، وَيَتَعَدَّى نَفْعُهَا لِلآخَرِينَ، وَجَعَلَهَا مِنْ أَعْظَمِ أَبْوَابِ الْقُرُبَاتِ، يَقُولُ النَّبِيُّ r مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ»([3]). وَلَقَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا فِي دَوْلَةِ الإِمَارَاتِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُتَّحِدَةِ بِنِعَمٍ لاَ يُحْصِيهَا عَدٌّ، وَأَمَرَنَا بِشُكْرِهَا، وَوَعَدَنَا بِالزِّيَادَةِ عَلَيْهَا، قَالَ سُبْحَانَهُ:( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)([4]). وَنِعَمُ اللَّهِ عَلَيْنَا تَسْتَوْجِبُ الشُّكْرَ الْقَوْلِيَّ وَالْعَمَلِيَّ، قَالَ تَعَالَى:( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا)([5]). فَالشُّكْرُ حَقِيقَتُهُ الِاعْتِرَافُ بِالنِّعْمَةِ لِلْمُنْعِمِ، وَاسْتِعْمَالُهَا فِي طَاعَتِهِ([6])، وَمَا مِنْ نِعْمَةٍ تَفَضَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الإِمَارَاتِ بِهَا، إِلاَّ وَشَكَرَتْ لِلَّهِ تَعَالَى، وجَادَتْ مِنْهَا عَلَى غَيْرِهَا، فَقَدْ أَسْبَغَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَيْنَا الاِسْتِقْرَارَ، وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ الْمِنَنِ فِي الدُّنْيَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»([7]). فَبَذَلَتِ الإِمَارَاتُ مِنْ أَمْوَالِهَا، وَدِمَاءِ أَبْنَائِهَا، لاِسْتِقْرَارِ أَشِقَّائِهَا، وَمَدَّتْ بِالْمُبَادَرَاتِ الْمُتَتَالِيَةِ يَدَهَا، لِتَزْرَعَ الأَمَلَ فِي النُّفُوسِ، وَتَرْسُمَ الْبَسْمَةَ عَلَى الْوُجُوهِ؛ اقْتِدَاءً بِالنَّبِيِّ r الَّذِي أَمَرَنَا بِالتَّمَسُّكِ بِالأَمَلِ، وَالإِقْدَامِ عَلَى الْعَمَلِ، فَقَالَ r :« إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا»([8]). وَقَدْ تَعَدَّدَتْ فَسَائِلُ الْخَيْرِ مِنَ الإِمَارَاتِ، وَتَنَوَّعَتْ أَيَادِيهَا الْبَيْضَاءُ فِي مَجَالاَتِ التَّعْلِيمِ وَالاِهْتِمَامِ بِالْمُتَعَلِّمِينَ، وَاحْتِضَانِ الْمُبْتَكِرِينَ، وَرِعَايَةِ الْمَرْضَى وَالْمَسَاكِينِ، وَمُسَاعَدَةِ الْفُقَرَاءِ وَالْمُحْتَاجِينَ، مِنْ أَجْلِ التَّنْمِيَةِ وَالْبَقَاءِ وَالاِرْتِقَاءِ، وَبَذْلِ الْجُهْدِ لِتَظَلَّ الأَرْضُ عَامِرَةً إِلَى آخِرِ أَمَدِهَا، وَلِيَعِيشَ النَّاسُ فِيهَا بِخَيْرٍ وَنِعْمَةٍ، وَهَذَا مِمَّا يُؤْجَرُ عَلَيْهِ الْمَرْءُ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)([9]).
أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: وَقَدْ نَهَضَتْ دَوْلَتُنَا الْمُبَارَكَةُ فِي الْجَانِبِ التَّعْلِيمِيِّ وَالْمَعْرِفِيِّ نَهْضَةً كَبِيرَةً، وَخَطَتْ خُطُوَاتٍ وَاسِعَةً، فَأَنْشَأَتِ الْمَدَارِسَ وَالْمَعَاهِدَ وَالْجَامِعَاتِ، وَاسْتَقْطَبَتِ الْعُقُولَ وَالْخِبْرَاتِ، وَالْعُلَمَاءَ وَالْكَفَاءَاتِ، فَتَرْجَمَتْ شُكْرَ هَذِهِ النِّعْمَةِ إِلَى بِنَاءِ الْمُؤَسَّسَاتِ التَّعْلِيمِيَّةِ وَدَعْمِ التَّعْلِيمِ فِي الْبُلْدَانِ الأُخْرَى، اهْتِمَامًا بِالْعِلْمِ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى سَبَبًا لِرِفْعَةِ الإِنْسَانِ وَرُقِيِّهِ ؛ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)([10]). وَعَمِلَتِ الإِمَارَاتُ عَلَى مُكَافَحَةِ الْمَرَضِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْبِلاَدِ الْمُحْتَاجَةِ شُكْرًا لِلَّهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِهِ مِنْ مُسْتَوًى رَاقٍ فِي الصِّحَّةِ الْعَامَّةِ، وَمِنْ مُؤَسَّسَاتٍ عِلاَجِيَّةٍ مُتَقَدِّمَةٍ، فَأَنْشَأَتْ لَهُمُ الْمُسْتَشْفَيَاتِ، وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمُ الْقَوَافِلَ الْعِلاَجِيَّةَ وَالْمُسَاعَدَاتِ الإِغَاثِيَّةَ، ضِمْنَ مُبَادَرَاتٍ إِنْسَانِيَّةٍ عَدِيدَةٍ كَمُبَادَرَةِ: الشَّامُ فِي قُلُوبِنَا، وَإِعَادَةُ إِعْمَارِ غَزَّةَ، وَعونَكَ يَا يَمَنُ، وَسُقْيَا الْمَاءِ، وَتَحْصِينُ سَبْعَةَ عَشَرَ (17) مِلْيُونَ طِفْلٍ لاِسْتِئْصَالِ مَرَضِ شَلَلِ الأَطْفَالِ، وَكِسْوَةُ مِلْيُونَ طِفْلٍ مَحْرُومٍ فِي الْعَالَمِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْمُبَادَرَاتِ، مُرَدِّدَةً لَهُمْ قَوْلَ نَبِيِّ اللَّهِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ:( وَلاَ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ)([11]). أَيْ: لَا تَقْنَطُوا مِنْ فَرَجِ اللَّهِ([12]). فَبَعَثَتِ الأَمَلَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَطَرَدَتِ الْيَأْسَ مِنْ نُفُوسِهِمْ، وَرَسَمَتِ الْبَسْمَةَ عَلَى وُجُوهِهِمْ, وَأَدْخَلَتِ السُّرُورَ عَلَيْهِمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تُطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا»([13]). وَهَذِهِ الأَعْمَالُ الإِنْسَانِيَّةُ تُعَبِّرُ عَنِ الرَّحْمَةِ الَّتِي تُظْهِرُ مَا لِلإِسْلاَمِ مِنْ وَجْهٍ مُشْرِقٍ فِي صِنَاعَةِ الْحَيَاةِ، وَدَوْرٍ فَعَّالٍ فِي بِنَاءِ الْحَضَارَةِ، وَمَا تَتْرُكُهُ مِنْ آثَارٍ عَظِيمَةٍ عَلَى الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ، فَهِيَ تُعَلِّمُ الْجَاهِلَ، وَتُدَاوِي الْمَرِيضَ، وَتُطْعِمُ الْجَائِعَ، وَتَجْبُرُ الْمِسْكِينَ، وَتَرْحَمُ الضَّعِيفَ، قَالَ النَّبِيُّ rالرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ»([14]). وَبِذَلِكَ أَصْبَحَتْ دَوْلَةُ الإِمَارَاتِ مَظَلَّةً لِلأَمَلِ، وَمَثَلاً لِلْعَمَلِ الإِنْسَانِيِّ، حَتَّى تَبَوَّأَتِ الصَّدَارَةَ وَالرِّيَادَةَ فِي الأَعْمَالِ الْخَيِّرِيَّةِ الْمُتُجُدِّدَةِ.
فَيَا سَعَادَةَ مَنْ  أَوْدَعَ اللَّهُ تَعَالَى فِي قَلْبِهِ حُبَّ الْخَيْرِ، فَأَنْفَقَ مِنْ مَالِهِ، وَبَذَلَ الْمَعْرُوفَ, وَسَاعَدَ الْمُحْتَاجِينَ، وَوَاسَى الضُّعَفَاءَ وَالْمَحْرُومِينَ، مُبْتَغِيًا بِذَلِكَ الأَجْرَ وَالثَّوَابَ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، يَقُولُ رَبُّنَا تَعَالَى فِي بَيَانِ جَزَاءِ الْمُنْفِقِينَ:( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)([15]).
فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا بِالْخَيْرِ قَائِمِينَ، وَلِعِبَادِكَ نَافِعِينَ، وَوَفِّقْنَا لِكُلِّ خَيْرٍ، وَاهْدِنَا إِلَى كُلِّ بِرٍّ، وَارْزُقْنَا الأَمَلَ وَحُسْنَ الْعَمَلِ، وَوَفِّقْنَا جَمِيعًا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ r وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ, عَمَلاً بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)([16]).
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ حَقَّ التَّقْوَى، وَرَاقِبُوهُ فِي السِّرِّ وَالنَّجْوَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ أُمَّتَنَا الْيَوْمَ تَمُرُّ بِمَرْحَلَةٍ حَرِجَةٍ مِنْ تَارِيخِهَا، وَتُوَاجِهُ تَحَدِّيَاتٍ ضَخْمَةً تَحُولُ دُونَ رُقِيِّهَا، كَالتَّطَرُّفِ وَالْحُرُوبِ، وَالْهِجْرَاتِ وَالْفَقْرِ وَالْمَرَضِ وَالْجَهْلِ، وَتَحْتَاجُ إِلَى تَضَافُرِ الْجُهُودِ لِتَنْهَضَ مِنْ كَبْوَتِهَا، وَتَأْخُذَ بِأَسْبَابِ قُوَّتِهَا وَنَهْضَتِهَا، وَاسْتِعَادَةِ دَوْرِهَا الْحَضَارِيِّ، وَاسْتِئْنَافِ مُسَاهَمَتِهَا فِي تَقْدِيم الْخَيْرِ لِلْبَشَرِيَّةِ، وَقَدْ أَطْلَقَ صَاحِبُ السُّمُوِّ الشَّيخ محمد بن راشد آل مكتوم نَائِبُ رَئِيسِ الدَّوْلَةِ، رَئِيسُ مَجْلِسِ الْوُزَرَاءِ، حَاكِمُ دُبَي رَعَاهُ اللَّهُ مُبَادَرَةً رَائِدَةً فِي الْعَطَاءِ الإِنْسَانِيِّ، تَعْمَلُ عَلَى مُكَافَحَةِ الْجَهْلِ وَالْفَقْرِ وَالْمَرَضِ، وَنَشْرِ الثَّقَافَةِ وَالاِبْتِكَارِ وَمَبَادِئِ الْوَسَطِيَّةِ وَالتَّسَامُحِ وَالتَّعَايُشِ، لِتَزْرَعَ لِلشَّبَابِ الأَمَلَ فِي مُسْتَقْبَلٍ أَفْضَلَ، وَلِتَصْنَعَ جِيلاً مِنَ الْمُبْدِعِينَ يَنْهَضُونَ بِالْمَسْؤُولِيَّاتِ، وَيُسَاهِمُونَ فِي صُنْعِ الإِنْجَازَاتِ، وَقَدْ قَالَ سُمُوُّهُ: إِنَّنَا لاَ نَبْتَغِي بِهَذِهِ الأَعْمَالِ غَيْرَ رِضَا اللَّهِ، وَإِنَّ النِّعْمِةَ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْنَا فِي الإِمَارَاتِ تَسْتَوْجِبُ الشُّكْرَ بِمِثْلِ هَذِهِ الأَعْمَالِ، وَعَطَاؤُنَا مُمْتَدٌّ بِامْتِدَادِ حَيَاتِنَا، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا)([17]).
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)([18]). وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ rمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»([19]). وَقَالَ rلاَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ»([20]).
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ الأَبْرَارَ، وَأَنْزِلْهُمْ مَنَازِلَ الأَخْيَارِ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ، يَا عَزِيزُ يَا غَفَّارُ.
اللَّهُمَّ اجْزِ خَيْرَ الْجَزَاءِ أُمَّهَاتِ الشُّهَدَاءِ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا، وَأَلْهِمْهُمُ الصَّبْرَ وَالسُّلْوَانَ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ شُهَدَاءَ الإِمَارَاتِ وَالسُّعُودِيَّةِ وَالْبَحْرِين وَالْمَغْرِبِ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ، اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ وَالاِسْتِقْرَارَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ.
اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ دَيْنًا إِلاَّ قَضَيْتَهُ، وَلاَ مَرِيضًا إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ مَيِّتًا إِلاَّ رَحِمْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ.
اللَّهُمَّ اغفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا.
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ والثَّوَابَ لِمَنْ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ وَلِوَالِدَيْهِ، وَلِكُلِّ مَنْ عَمِلَ فِيهِ صَالِحًا وَإِحْسَانًا، وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لِكُلِّ مَنْ بَنَى لَكَ مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُكَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلاَ تَدَعْ فِيْنَا وَلاَ مَعَنَا شَقِيًّا وَلاَ مَحْرُوْمًا.
اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ([21]).
عِبَادَ اللَّهِ:( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)([22])
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)([23])


([1]) النحل : 128.
([2]) الزمر : 17 - 18.
([3]) متفق عليه .
([4]) إبراهيم : 7 .
([5]) سبأ: 13 .
([6]) تفسير القرطبي: (14/276) .
([7]) الترمذي : 2346 ، الأدب المفرد: 300 .
([8]) أحمد: 12902 .
([9]) البقرة :215 .
([10]) المجادلة : 11 .
([11]) يوسف: 87 .
([12]) تفسير القرطبي : (9/252) .
([13]) الطبراني في المعجم الأوسط: (6/139) .
([14]) أبو داود : 4941 ، والترمذي: 1924.
([15]) البقرة :274.
([16]) النساء: 59.
([17]) الإنسان : 9.
([18]) الأحزاب: 56.
([19]) مسلم: 384.
([20]) الترمذي: 2139.
([21]) يكررها الخطيب مرتين.
([22]) النحل : 90 .
([23]) العنكبوت : 45 .  - من مسؤولية الخطيب :
1. الحضور إلى الجامع مبكرًا قبل الخطبة بنصف ساعة. 
2. أن يكون حجم ورقة الخطبة صغيراً ( ).
3. مسك العصا .                   4. أن يكون المؤذن ملتزمًا بالزي، ومستعدا لإلقاء الخطبة كبديل، وإبداء الملاحظات على الخطيب إن وجدت.
5. التأكد من عمل السماعات الداخلية اللاقطة للأذان الموحد وأنها تعمل بشكل جيد أثناء الخطبة.


Allah has granted the UAE countless blessings and, therefore, we should show our gratitude and appreciation by spreading hope.
“Life is an arena for doing plenty of good deeds,” says Friday’s sermon. “Islam appreciates initiatives that bring hope to the needy people and also benefit others.”
Prophet Mohammed once said: “Never does a Muslim plant trees or cultivate land and a bird, a man or a beast eats out of them but that is a charity on his behalf.”
Allah has promised increased blessings if one shows gratitude: “And [remember] when your Lord proclaimed, ‘If you are grateful, I will surely increase you’ [in favour],” says the Quran.
And the best way to show gratitude is by spending blessings in Allah’s way.
“The UAE people have always thanked Allah for all His gifts and shared them with others,” continues the sermon.
“He has blessed the UAE with stability, which is one of the greatest favours in the world.
“As a way of showing gratitude, the UAE builds academic institutions and supports education sectors in other countries, in full commitment to knowledge which Allah sets as a criterion for mankind’s elevation and advancement,” adds the sermon.
As Prophet Mohammed once said: “if the Hour almost set while one of you are holding seeds of plant, he should still plant it.”
A Quranic verse also says: “Allah will raise those who have believed among you and those who were given knowledge, by degrees. And Allah is acquainted with what you do.”