Thursday, January 1, 2015

khutbah Prophet Mohammed’s mercy to the world and what an akhlaq?

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ
       الْخُطْبَةُ الأُولَى
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَرْسَلَ نَبِيَّهُ r بِالْهُدَى وَالْحَقِّ الْمُبِينِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ عَلَى نِعَمِهِ الْوَفِيرَةِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، سَيِّدُ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ)([1]). وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:( فَبَشِّرْ عِبَادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)([2]).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْبَشَرَ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمُ الرُّسُلَ مُعَلِّمِينَ وَمُبَشِّرِينَ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)([3]) وَقَدْ أَكْرَمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْبَشَرِيَّةَ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ r لِيَكُونَ خَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:) مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)([4]) فَكَانَ مَوْلِدُهُ r إِيذَانًا بِفَجْرٍ جَدِيدٍ، يَحْمِلُ لِلْعَالَمِ الْهِدَايَةَ وَالإِيمَانَ وَالْخَيْرَ وَالسَّلاَمَ، وَيَنْشُرُ الْعِلْمَ وَالْحَضَارَةَ فِي الأَنَامِ، قَالَ تَعَالَى:( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُواْ مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)([5]).
وَقَدْ أَيَّدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَسُولَهُ r بِالرِّعَايَةِ مُنْذُ صِبَاهُ، وَخَصَّهُ بِالشَّمَائِلِ الْجَمِيلَةِ، وَأَكْرَمَهُ بِالشَّرِيعَةِ الْخَالِدَةِ، وَالْمُعْجِزَةِ الْبَاقِيَةِ، فَفَضَائِلُهُ r كَثِيرَةٌ، يَقُولُ رَسُولُنَا r أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ»([6]).
عِبَادَ اللَّهِ: لَقَدْ بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ r عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، حَيْثُ انْتَشَرَ الظُّلْمُ، وَسَادَ الْقَتْلُ، وَشَاعَ النَّهْبُ وَالسَّلْبُ، وَكَانَ النَّاسُ فِي فُرْقَةٍ وَشَتَاتٍ، وَكَثُرَ الْجَهْلُ فِيهِمْ، وَعُبِدَتِ الأَوْثَانُ وَالأَحْجَارُ مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَامَ النَّبِيُّ r دَاعِيًا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، فَدَعَا إِلَى إِفْرَادِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِالْعِبَادَةِ، وَحَرَّرَ الْعُقُولَ وَالأَفْهَامَ مِنْ أَغْلاَلِ الْخُرَافَةِ وَالأَوْهَامِ، وَحَرَّمَ السَّلْبَ وَالنَّهْبَ وَالْعُدْوَانَ، وَمَنَعَ الاِعْتِدَاءَ عَلَى الأَنْفُسِ وَالأَعْرَاضِ وَالأَمْوَالِ، وَعَظَّمَ حُرْمَةَ الدِّمَاءِ، وَدَعَا إِلَى التَّآخِي وَالتَّرَاحُمِ وَالصَّفَاءِ، وَحَضَّ عَلَى مَكَارِمِ الأَخْلاَقِ، وَأَرْسَى دَعَائِمَ التَّعَايُشِ السِّلْمِيِّ مَعَ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ، فَكَانَ كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فِي قَوْلِهِ:( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)([7]). وَكَمَا أَخْبَرَ هُوَ عَنْ نَفْسِهِ r فَقَالَ:« أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ»([8]). وَلَمَّا آذَاهُ الْمُشْرِكُونَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ. قَالَ:« إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّاناً، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً»([9]).
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: وَمِنْ رَحْمَةِ نَبِيِّنَا r بِأُمَّتِهِ حِرْصُهُ الدَّائِمُ عَلَيْهَا، وَدُعَاؤُهُ الْمُسْتَمِرُّ لِسَعَادَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ r تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حِكَايَةً عَنْ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ:( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)([10]) فَرَفَعَ  يَدَيْهِ وَقَالَ:« اللهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي». وَبَكَى، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:« يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟». فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ r بِمَا قَالَ، وَهُوَ أَعْلَمُ، فَقَالَ اللَّهُ:« يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ، وَلَا نَسُوءُكَ»([11]).
وَكَانَ r يَدْعُو لأُمَّتِهِ بِالْخَيْرِ وَالْمَغْفِرَةِ فِي كُلِّ صَلاَةٍ، فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ r طِيبَ نَفْسٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ، مَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ. فقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ r: أَيَسُرُّكِ دُعَائِي؟ فَقَالَتْ : وَمَا لِي لاَ يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ؟ فَقَالَ r: وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدُعَائِي لِأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلاَةٍ([12]).
عِبَادَ اللَّهِ: وَشَمِلَتْ رَحْمَةُ النَّبِيِّ r الْبَهَائِمَ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أنَّ النَّبيَّ r دَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَإِذَا جَمَلٌ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ r حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ r فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ، فَقَالَ:« مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟». فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ:« أَفَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا؟ فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ»([13]). أَيْ تُتْعِبُهُ بِكَثْرَةِ الْعَمَلِ.
فَمَا أَرْحَمَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا أَشْفَقَكَ وَأَعْطَفَكَ، لَقَدْ عَلَّمْتَنَا الرَّحْمَةَ فِي أَجْمَلِ مَعَانِيهَا، وَرَبَّيْتَنَا عَلَى أَرْوَعِ صُوَرِهَا، فَهَنِيئًا لِمَنْ تَخَلَّقَ بِأَخْلاَقِكَ الطَّاهِرَةِ الزَّكِيَّةِ، وَيَا شَقَاوَةَ مَنْ سَعَى بِالْغُلُوِّ وَالتَّطَرُّفِ لِتَشْوِيهِ سِيرَتِكَ الشَّرِيفَةِ، وَتَحْرِيفِ سُنَّتِكَ الْمُطَهَّرَةِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ حُقُوقَ نَبِيِّنَا r عَلَيْنَا كَثِيرَةٌ، وَمِنْ ذَلِكَ: أَنْ نُصَلِّيَ وَنُسَلِّمَ عَلَيْهِ، كَمَا أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)([14]) وَأَنْ نُحِبَّهُ فَوْقَ مَحَبَّةِ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، يَقُولُ rلاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»([15]).
وَمِنْ دَلاَئِلِ مَحَبَّتِهِ r أَنْ نُؤْثِرَ هُدَاهُ عَلَى هَوَانَا، وَنَجْعَلَهُ الْقُدْوَةَ فِي حَيَاتِنَا، قَالَ سُبْحَانَهُ:( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)([16]).
وَمِنْ حُقُوقِهِ r عَلَيْنَا: أَنْ نَغْرِسَ مَحَبَّتَهُ فِي نُفُوسِ أَبْنَائِنَا، وَنُرَبِّيَهُمْ عَلَى تَعْظِيمِهِ وَتَوْقِيرِهِ وَاتِّبَاعِهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)([17]).
فَاللَّهُمَّ ارْزُقْنَا حُبَّ نَبِيِّكَ r وَالْوُرُودَ عَلَى حَوْضِهِ، وَالْفَوْزَ بِشَفَاعَتِهِ، وَوَفِّقْنَا جَمِيعًا لِطَاعَتِكَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ r وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلاً بِقَوْلِكَ:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ[([18]).
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ حَقَّ التَّقْوَى، وَرَاقِبُوهُ فِي السِّرِّ وَالنَّجْوَى، وَاعْلَمُوا أنَّ نبيَّنا r قَدْ بَيَّنَ لَنَا سُبُلَ الْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ، وَأَرْسَى دَعَائِمَ السَّعَادَةِ، فَأَمَرَ بِالإِحْسَانِ وَالْمُعَامَلَةِ الْجَمِيلَةِ، وَحَثَّ عَلَى التَّلاَحُمِ وَالتَّرَاحُمِ، وَدَعَا إِلَى حُسْنِ الْعلاَقَةِ بَيْنَ الرَّاعِي وَالرَّعِيَّةِ، وَدَلَّنَا عَلَى أَسْبَابِ الاِزْدِهَارِ وَالنَّمَاءِ، وَحَثَّ عَلَى رُقِيِّ الْعُقُولِ بِالْمَعْرِفَةِ وَالثَّقَافَةِ النَّافِعَةِ، وَسُمُوِّ الرُّوحِ بِالإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( قَدْ جَاءَكُمْ مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)([19]). وَيَعْنِي بِالنُّورِ رَسُولَ اللَّهِ r الَّذِي أَنَارَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الْحَقَّ، وَأَظْهَرَ بِهِ الإِسْلاَمَ([20]).
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)([21]) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ rمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»([22]) وَقَالَ rلاَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ»([23]).
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابِةِ الأَكْرَمِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لأَدَاءِ حُقُوقِ نَبِيِّكَ r وَلِلْمُحَافَظَةِ عَلَى جَمَالِ سُنَّتِهِ، وَكَمَالِ شَرِيعَتِهِ، ولِلتَّمَسُّكِ بِهَدْيِهِ الْقَوِيمِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ دَيْنًا إِلاَّ قَضَيْتَهُ، وَلاَ مَرِيضًا إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ مَيِّتًا إِلاَّ رَحِمْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحْةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ. اللَّهُمَّ اغفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ والثَّوَابَ لِمَنْ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ وَلِوَالِدَيْهِ، وَلِكُلِّ مَنْ عَمِلَ فِيهِ صَالِحًا وَإِحْسَانًا، وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لِكُلِّ مَنْ بَنَى لَكَ مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُكَ. اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ([24]). اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا.
عِبَادَ اللَّهِ: ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)([25])
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)([26])



([1]) النور : 52.
([2]) الزمر : 17 - 18.
([3]) الأنعام : 48.
([4]) الأحزاب: 40.
([5]) آل عمران: 164.
([6]) مسلم: 2278.
([7]) الأنبياء : 107.
([8]) شعب الإيمان : 1339.
([9]) مسلم : 2599.
([10]) المائدة: 118.
([11]) مسلم: 202.
([12]) صحيح ابن حبان 16/47.
([13]) أبو داود: 2549.
([14]) الأحزاب:56.
([15]) متفق عليه.
([16]) الأحزاب: 21.
([17]) آل عمران: 31.
([18]) النساء: 59.
([19]) المائدة: 15 - 16.
([26]) العنكبوت: 45

.Prophet Mohammed was sent with mercy not only to mankind, but to the entire world.
“Allah has blessed mankind with Prophet Mohammed ... he brought guidance, faith, good and peace to the world, and he spread knowledge and civilisation,” today’s sermon says.
Since childhood, Allah blessed him with beautiful characteristics, ethics and traits.
The Prophet was sent at a time when oppression, injustice and murder had become widespread; “the people were divided and lost, and ignorance had spread among them, they worshipped statues and stones apart from Allah”.
Prophet Mohammed called for monotheism and liberated their minds from legends and superstitions, and prohibited robbery and murder.
As a verse from the Quran says: “And we have not sent you forth but as a mercy to mankind.”
Even when his opponents increased their harm against him, the prophet’s companions asked him to curse them. But he refused and said: “I have not been sent to lay a curse upon men, but to be a blessing to them.”
While their injustice and cruelty continued, he always prayed for them.
And he was equally merciful of animals. The sermon cited an incident when a camel made a rumbling noise and shed tears upon seeing the prophet.
He caressed the back of it and comforted it and then the camel stopped crying.
Then the prophet asked: “Who is its owner?”
A young man from the Ansaar said: “It is mine Oh Messenger of Allah.”
The messenger of Allah said: “Do you not fear Allah regarding this animal that he has placed under your ownership? It complained that you neglect feeding it (properly) and mistreat it.



MUST READ -INDEED AKHLAQ IS A PROVISION

The brain surgeon Dr. Saeed Al Qahtani was urgently called to a hospital in ‘Aseer, KSA in order to perform an emergency operation for one of the patients. As soon as he reached the hospital, he changed his clothes, washed up and prepared for the surgery.
دخل استشاري جراحة الدماغ د/ سعيد القحطاني إلى مستشفى عسير المركزي بعد أن تم استدعاؤه على عجل؛ لإجراء عملية فورية لأحد المرضى .. لبى النداء بأسرع مايمكن ، وحضر إلى المستشفى، وبدل ثيابه واغتسل استعدادا لإجراء العملية .

Before he entered the operation room, he could see the father of the patient walking back and forth in the hallway, with signs of anger starting to appear in his face. When he saw the doctor, he screamed in his face:
قبل أن يدخل إلى غرفة العمليات وجد والد المريض يذرع الممر جيئة وذهابا وعلامات الغضب بادية على وجهه وما إن رأى الطبيب حتى صرخ في وجهه قائلا :

What’s the reason for being late Dr.?
Don’t you know that my son’s life is in danger?
Do you have no feeling of the situation?
- علام كل التأخير يادكتور ؟
ألا تدرك أن حياة ابني في خطر ؟
أليس لديك أي إحساس بالمسؤولية ؟

The doctor smiled gently and said:
I’m sorry my brother for not being at the hospital, but I came as soon as I could. And now I wish for you to calm down and let me do my job. Have full trust that your son is in the care of Allah and is in good hands.
ابتسم الطبيب برفق وقال :

- أنا آسف يا أخي فلم أكن في المستشفى، وقد حضرت حالما تلقيت النداء وبأسرع مايمكنني، والآن أرجو أن تهدأ وتدعني أقوم بعملي، وكن على ثقة بأن ابنك سيكون في رعاية الله وأيدي أمينة .

The father of the patient did not take it well and said to the doctor:

Calm down? You are so cold, o brother, if your son’s life was at stake, would you calm down? May Allah forgive you.
What if your son dies, what would you do?

لم تهدأ ثورة اﻷب وقال للطبيب :

- أهدأ ؟ ما أبردك يا أخي، لو كانت حياة ابنك على المحك هل كنت ستهدأ؟ سامحك الله .
ماذا لو مات ولدك، ما ستفعل؟

The doctor smiled and said:
I would say as Allah says: (الذِين إذا أصابتهم مصيبَة قالوا إِنا لِلّهِ وإِنَـا إِليهِ راجعون) (Who, when afflicted with calamity, say: "Truly! To Allâh we belong and truly, to Him we shall return.") – 2:156 is there anything else besides this for the believer?
My brother, a doctor cannot add or take away years from anyone, everything is in Allah’s hand, and we will try our best to save him. The situation is grave and if something happens you should say: (إنا لله وإنا أليه راجعون) – Truly! To Allâh we belong and truly, to Him we shall return. Have taqwa of Allah, go to the hospital’s prayer room, pray and ask Allah to save your son.
ابتسم الطبيب وقال :

- أقول قوله تعالى: (( الذِين إذا أصابتهم مصيبَة قالوا إِنا لِلّهِ وإِنَـا إِليهِ راجعون)).. وهل للمؤمن غيرها ؟
يا أخي الطبيب لايطيل عمرا ولايقصره.. واﻷعمار بيد الله .. ونحن سنبذل كل جهدنا لإنقاذه، ولكن الوضع خطير جدا ، وأن حصل شيء فيجب أن تقول: إنا لله وإنا أليه راجعون, اتق الله واذهب إلى مصلى المستشفى وصل وادع الله أن ينجي ولدك .

The father shrugged his shoulders mockingly and said:

How easy it is for someone to say these words when they haven’t experienced loss of a loved one!

هز الأب كتفه ساخرا وقال :

- ما أسهل الموعظة عندما تمس شخصا آخر لايمت لك بصلة .!

The doctor entered the operation room and completed the operation after a few hours.. the doctor quickly left and told the patient’s father:

Good news my brother, the surgery was successful, alhamdulliah, your son is fine and now you must excuse me because I need to leave immediately. The nurse will explain everything to you in detail.

دخل الطبيب إلى غرفة العمليات واستغرقت العملية عدة ساعات..
خرج بعدها الطبيب على عجل وقال لوالد المريض :
- أبشر يا أخي فقد نجحت العملية تماما، والحمد لله، وسيكون ابنك بخير والآن اعذرني فيجب أن أسرع بالذهاب فورا وستشرح لك الممرضة الحالة بالتفصيل .

The father tried to face the doctor in order to ask him more questions, but the doctor quickly left.

حاول الأب أن يوجه للطبيب أسئلة أخرى ولكنه انصرف على عجل..

The father waited a few minutes until his son came out of the operation room together with the nurse. Then the father told her:

What is wrong with this arrogant doctor who can’t even wait a few minutes so that I can ask him about my son’s condition?
انتظر الأب دقائق حتى خرج ابنه من غرفة العمليات ومعه الممرضة فقال لها الأب :

- ما بال هذا الطبيب المغرور لم ينتظر دقائق حتى أسأله عن تفاصيل حالة ولدي؟

The nurse told him painfully:
The doctor’s son passed away yesterday in an accident, and he was preparing to bury him, but as soon as we called, he quickly came because there is no surgeon besides him. And now he’s quickly leaving in order to finish burying his son. He left his sadness over his son in order to save your son’s life.
قالت له وبألم :
- لقد توفي ابن الدكتور سعيد يوم أمس إثر حادثة، وقد كان يستعد لمراسم الدفن عندما اتصلنا به للحضور فورا ؛ لأن ليس لدينا جراح غيره؛ وهاهو قد ذهب مسرعا لدفن ابنه، وهو قد ترك حزنه على ولده كي ينقذ حياة ولدك!!!

Oh Allah have mercy on those who are in pain, but don’t speak of it.
اللهم ارحم نفوسا تتألم ولا تتكلم ..
Sicknesses are not found in bodies alone,
But in manners…
If you see someone with bad manners,
Then ask Allah to cure him and thank Allah.
ليست الأمرآض فَي الأجسآد فقَط
بل فيِ آلأخلآق..
لذآ إذآ رأيت سيٌء الخلق

1 comment: