Thursday, November 26, 2015

Friday Khutbah: The importance of unity

   نِعْمَةُ الاِتِّحَادِ
                           الْخُطْبَةُ الأُولَى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَرِيمِ الْجَوَادِ، أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِالاِتِّحَادِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، جَمَعَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ الْقُلُوبَ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)([1]).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّنَا نَعِيشُ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ أَفْرَاحَنَا بِالْيَوْمِ الْوَطَنِيِّ الرَّابِعِ وَالأَرْبَعِينَ لِقِيَامِ اتِّحَادِ دَوْلَةِ الإِمَارَاتِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُتَّحِدَةِ، مُبْتَهِجِينَ بِهَذَا الإِنْجَازِ التَّارِيخِيِّ الْعَظِيمِ، فَالاِتِّحَادُ فَرِيضَةٌ شَرْعِيَّةٌ، وَضَرُورَةٌ وَاقِعِيَّةٌ، وَقَدْ حَثَّنَا الإِسْلاَمُ عَلَى الْوَحْدَةِ وَالتَّآزُرِ، وَأَمَرَنَا بِالتَّعَاضُدِ وَالتَّنَاصُرِ، لِغَايَاتٍ حَكِيمَةٍ، وَأَهْدَافٍ عَظِيمَةٍ، فَقَالَ جَلَّ شَأْنُهُ:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)([2]). وَقَالَ النَّبِيُّ rآمُرُكُمْ بِثَلَاثٍ: أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَتَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَتَفَرَّقُوا، وَتُطِيعُوا لِمَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ»([3]). وَقَدِ امْتَنَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ بِنِعْمَةِ الاِجْتِمَاعِ وَتَأْلِيفِ الْقُلُوبِ، لِمَا فِيهِ مِنْ تَحْقِيقِ الْخَيْرِ لِلْعِبَادِ وَالْبِلاَدِ، فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ:( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ)([4]).
فَالاِتِّحَادُ نِعْمَةٌ كَبِيرَةٌ، وَثَمَرَاتُهُ كَثِيرَةٌ، فَهُوَ أَسَاسُ السَّعَادَةِ، وَعِمَادُ الرُّقِيِّ وَالرِّيَادَةِ، وَبِهِ تَتَحَقَّقُ الْمَصَالِحُ، وَتَكْثُرُ الْمَنَافِعُ، وَتَحْصُلُ الْقُوَّةُ وَالْمَنَعَةُ، وَيُحْمَى الْوَطَنُ، وَتُصَانُ الأَرْوَاحُ، وَتُحْفَظُ الأَعْرَاضُ، وَتُبْنَى الْمُنْجَزَاتُ، وَتُحْرَسُ الْمُكْتَسَبَاتُ، فَلاَ يَتَجَرَّأُ طَامِعٌ، وَلاَ يَتَجَاسَرُ حَاقِدٌ، قَالَ الشَّاعِرُ:
لَوْلاَ التَّعَاوُنُ بَيْنَ النَّاسِ مَا شَرُفَتْ  ​​نَفْسٌ وَلاَ ازْدَهَرَتْ أَرْضٌ بِعُمْرَانِ
وَقَدْ ضَمِنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّحِدِينَ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ أَنْ يُؤَيِّدَهُمْ وَيَنْصُرَهُمْ، وَيُسَدِّدَ خُطَاهُمْ وَيَحْفَظَهُمْ، قَالَ النَّبِيُّ r يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ»([5]). لأَنَّ مَنْ لَزِمَ الْجَمَاعَةَ وَكَانَ يَدًا وَاحِدَةً مَعَ قِيَادَتِهِ ومُجْتَمَعِهِ أَيَّدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَنَصَرَهُ وَخَذَلَ أَعْدَاءَهُ ، وَهَيَّأَ لَهُ أَسْبَابَ الْخَيْرِ وَالاِزْدِهَارِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَمَعَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى شَرِيعَةٍ وَاحِدَةٍ، وَأَرَادَ لَهُمْ أَنْ يَكُونُوا يَدًا وَاحِدَةً، فَمَنْ فَارَقَهُمْ خَالَفَ أَمْرَ الرَّحْمَنِ؛ وَلَزِمَهُ الشَّيْطَانُ([6])، وَبَاءَ بِالإِثْمِ وَالْخُسْرَانِ، وَقَدْ نَهَانَا اللَّهُ تَعَالَى عَنِ الْفُرْقَةِ وَتَوَعَّدَ، وَحَذَّرَنَا مِنَ الاِخْتِلاَفِ وَأَكَّدَ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ:( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)([7]). أَيْ: تَتَبَدَّدَ قُوَّتُكُمْ، وَتَذْهَبَ دَوْلَتُكُمْ([8])، فَكَمْ مِنْ بَلْدَةٍ كَانَتْ قَوِيَّةً مَنِيعَةً، آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً، دَبَّ الْخِلاَفُ فِي أَهْلِهَا، وَاشْتَعَلَ النِّزَاعُ فِي رُبُوعِهَا، فَتَبَدَّلَ أَمْنُهَا خَوْفًا، وَقُوَّتُهَا ضَعْفًا، وَرَخَاؤُهَا فَقْرًا، لأَنَّ الاِفْتِرَاقَ سَبَبٌ لِلْعَنَاءِ وَالشَّقَاءِ، وَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ rالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ»([9]).
عِبَادَ اللَّهِ: وَمِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا فِي دَوْلَةِ الإِمَارَاتِ أَنْ وَهَبَنَا قَادَةً مُؤَسِّسِينَ حُكَمَاءَ، سَهِرُوا مِنْ أَجْلِ بِنَاءِ الْوَحْدَةِ الشَّامِخَةِ، وَعَمِلُوا عَلَى تَخَطِّي الْعَقَبَاتِ، وَالتَّصَدِّي لِلتَّحَدِّيَاتِ، وَتَوْحِيدِ الْقُلُوبِ، وَجَمْعِ الصُّفُوفِ، فِي سَبِيلِ تَحْقِيقِ قَوْلِهِ تَعَالَى:( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)([10]). حَتَّى تَكَلَّلَتْ جُهُودُهُمْ بِالنَّجَاحِ الْبَاهِرِ، وَبَزَغَ فَجْرُ دَوْلَةِ الإِمَارَاتِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُتَّحِدَةِ، ثُمَّ وَاصُلوا الْبِنَاءَ، وَتَفَانَوْا فِي الْعَطَاءِ، فَاشْتَدَّ عُودُ هَذَا الاِتِّحَادِ، فَأَثْمَرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ بَهِيجٍ.
وَمِنَ الْوَفَاءِ أَنْ نَتَذَكَّرَ تَضْحِيَاتِ الآبَاءِ الْمُؤَسِّسِينَ الَّذِينَ بَنَوْا مَجْدَنَا، وَرَسَّخُوا اتِّحَادَنَا، حَتَّى غَدَتْ دَوْلَةُ الإِمَارَاتِ مِثَالاً رَائِدًا، وَأُنْمُوذَجًا يُحْتَذَى؛ فَنَدْعُو لَهُمْ عَمَلاً بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ r مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ»([11]). فَجَزَاهُمُ اللَّهُ عَنَّا خَيْرَ الْجَزَاءِ.
أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: قَالَ الشَّيْخُ زَايِد طَيَّبَ اللَّهُ ثَرَاهُ:" لَقَدْ أَكَّدَتِ السَّنَوَاتُ الْمَاضِيَةُ أَهَمِيَّةَ الاِتِّحَادِ وَضَرُورَتَهُ لِتَوْفِيرِ الْحَيَاةِ الأَفْضَلِ لِلْمُوَاطِنِينَ، وَتَأْمِينِ الاِسْتِقْرَارِ فِي الْبِلاَدِ، وَتَحْقِيقِ آمَالِ شَعْبِنَا فِي التَّقَدُّمِ وَالْعِزَّةِ وَالرَّخَاءِ". وَبِفَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى حَقَّقَتْ دَوْلَةُ الإِمَارَاتِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُتَّحِدَةِ فِي ظِلِّ الاِتِّحَادِ مَا يَتَطَلَّعُ إِلَيْهِ شَعْبُ الإِمَارَاتِ مِنْ إِنْجَازَاتٍ، وَتَقَدُّمٍ فِي كَافَّةِ الْمَجَالاَتِ، وَبُلُوغِ أَرْقَى الْمُسْتَوَيَاتِ فِي الصِّحَّةِ وَالتَّعْلِيمِ وَالتَّكْنُولُوجْيَا وَالزِّرَاعَةِ وَالتِّجَارَةِ وَالاِقْتِصَادِ وَالإِعْمَارِ، حَتَّى بَلَغَتْ أَعْلَى الْمَعَايِيرِ فِي التَّنَافُسِيَّةِ وَالْمَقَايِيسِ الدُّوَلِيَّةِ؛ وَهَذَا أَقْوَى دَلِيلٍ وَأَصْدَقُ شَاهِدٍ عَلَى نَجَاحِ الاِتِّحَادِ، وَحِكْمَةِ الْقِيَادَةِ، وَقُوَّةِ الإِرَادَةِ، وَصَلاَبَةِ التَّمَاسُكِ وَالتَّلاَحُمِ، فَنَشْكُرُ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى نِعْمَةِ الاِتِّحَادِ، وَبِنَظْرَةٍ إلى مَنْ حَوْلَنَا نَعْرِفُ فَضْلَ اتِّحَادِ الإِمَارَاتِ، وَنَتَمَسَّكُ بِه، وَنَزْدَادُ يَقِينًا بِضَرُورَةِ الْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِ، وَنَبْذُلُ دُونَهُ أَرْوَاحَنَا، وَنُحَافِظُ عَلَيْهِ قَوِيًّا مَتِينًا، وَمُزْدَهِرًا آمِنًا، وَنَلْتَفُّ حَوْلَ الْقِيَادَةِ الرَّشِيدَةِ، وَنَكُونُ سَبَبًا لِلْمَحَبَّةِ وَالْوِئَامِ، وَسَدًّا مَنِيعًا أَمَامَ الْفِتْنَةِ وَالْخِصَامِ، وَالْفُرْقَةِ وَالاِنْقِسَامِ، امْتِثَالاً لِقَوْلِ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ:( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)([12]).
فَاللَّهُمَّ وَفِّقْنَا جَمِيعًا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ r وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ, عَمَلاً بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)([13]).
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا نَتَوَاصَى بِهِ تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالتَّضْحِيَةُ بِالْغَالِي وَالنَّفِيسِ لاِسْتِقْرَارِ وَطَنِنَا، وَلَوْ بَذَلْنَا فِي سَبِيلِ ذَلِكَ أَرْوَاحَنَا، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَ الشُّهَدَاءَ بِالأَجْرِ الْعَظِيمِ، وَالثَّوَابِ الْكَرِيمِ، وَأَنْ يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ، وَيُشَفِّعَهُمْ فِي أَهْلِيهِمْ وَأُسَرِهِمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r الشَّهِيدُ يَشْفَعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ»([14]). فَمَا أَكْرَمَهَا مِنْ مَنْزِلَةٍ، وَمَا أَعْظَمَهُ مِنْ فَضْلٍ.
وَقَدْ خَصَّصَتِ الْقِيَادَةُ الْحَكِيمَةُ الثَّلاَثِينَ مِنْ نُوفَمْبِرَ مِنْ كُلِّ عَامٍ يَوْمًا لِلشَّهِيدِ؛ تَخْلِيدًا لِذِكْرَى الشُّهَدَاءِ، وَتَقْدِيرًا لِتَضْحِيَاتِهِمْ، وَتَثْمِينًا لِبَذْلِهِمْ أَرْوَاحَهُمْ فِي سَبِيلِ اسْتِقْرَارِ الدَّوْلَةِ وَالْوَطَنِ الْعَرَبِيِّ. وَاهْتِمَامًا مِنَ الدَّوْلَةِ بِأُسَرِ الشُّهَدَاءِ فَقَدْ خَصَّصَتْ مَكْتَبًا يَرْعَى شُؤُونَهُمْ تَحْتَ مُسَمَّى "مَكْتَبُ شُؤُونِ أُسَرِ الشُّهَدَاءِ" بِدِيوَانِ صَاحِبِ السُّمُوِّ وَلِيِّ الْعَهْدِ، يَحُوطُهُمْ بِالرِّعَايَةِ وَالْعِنَايَةِ، وَيُلَبِّي احْتِيَاجَاتِهِمْ، وَيَسْعَى لإِسْعَادِهِمْ، وَلاَ يَدَّخِرُ جُهْدًا فِي خِدْمَتِهِمْ، وَتَفَقُّدِ أَحْوَالِهِمْ.
فَاللَّهُمَّ ارْحَمِ الشُّهَدَاءَ، وَاحْفَظْ جُنُودَنَا الأَوْفِيَاءَ.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)([15]).
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَيْنَا الْوَحْدَةَ وَالْوِئَامَ، وَجَنِّبْنَا الْفُرْقَةَ وَالْخِصَامَ، وَاجْعَلْنَا فِي حِفْظِكَ وَتَأْيِيدِكَ يَا رَبَّ الأَنَامِ.
اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ وقُوَّاتِ التَّحَالُفِ الأَبْرَارَ، وَأَنْزِلْهُمْ مَنَازِلَ الأَخْيَارِ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ، يَا كَرِيمُ يَا غَفَّارُ. اللَّهُمَّ اجْزِ خَيْرَ الْجَزَاءِ أُمَّهَاتِ الشُّهَدَاءِ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا، اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ وَالاِسْتِقْرَارَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ.
اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ دَيْنًا إِلاَّ قَضَيْتَهُ، وَلاَ مَرِيضًا إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ مَيِّتًا إِلاَّ رَحِمْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا.
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ والثَّوَابَ لِمَنْ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ وَلِوَالِدَيْهِ، وَلِكُلِّ مَنْ عَمِلَ فِيهِ صَالِحًا وَإِحْسَانًا، وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لِكُلِّ مَنْ بَنَى لَكَ مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُكَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلاَ تَدَعْ فِيْنَا وَلاَ مَعَنَا شَقِيًّا وَلاَ مَحْرُوْمًا.
اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ([16]).
اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عِبَادَ اللَّهِ:( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)([17])
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)([18]).



([1]) الأنفال: 29.
([2]) آل عمران: 103.
([3]) ابن حبان: 4560.
([4]) الأنفال: 63.
([5]) الترمذي : 2166.
([6]) التيسير بشرح الجامع الصغير : 2/57.
([7]) الأنفال : 46.
([8]) تفسير القرطبي : 8/24 وتفسير أبي السعود : 4/25.
([9]) مسند أحمد : 30/390.
([10]) الأنبياء : 92.
([11]) أبو داود : 1672 ، والنسائي : 2567.
([12]) الشورى: 13.
([13]) النساء: 59.
([14]) أبو داود: 2522 وابن حبان: 10/517 واللفظ له.
([15]) الأحزاب: 56.
([16]) يكررها الخطيب مرتين.
“We are living the beautiful days of the 44th National Day of the UAE, and we are thrilled with this historic achievement,” the sermon will say.
“Unity is a legitimate duty, and an important reality, and Islam urges us to unite for noble reasons. Allah urges people to meet and have affection in their hearts, to achieve overall goodness in the nation.
“And hold firmly to the rope of Allah all together and do not become divided.”
Unity is a great blessing, which has great outcomes, as it allows for people’s interests to be met, as well as creating power and strength in the people.
“Allah has promised those who hold on to his rope of Islam with victory. By complying with his Sharia, Allah will help the Muslim diaspora against their enemies,” the sermon will say. “As the Prophet Mohammed said: ‘Allah will give the upper hand to those who stand in unity’.”
The sermon also praises the UAE’s leaders for their hard work in overcoming obstacles and unifying the people.
“We shouldn’t forget to pay tribute to our forefathers who built this nation and glory. They planted the seed of love and patriotism in our hearts for this beloved country.
“It is loyalty to also remember their sacrifices that built this nation and strengthened our unity, until the UAE became a pioneer and a model. So let us not forget them from our prayers,” the sermon concludes

Saturday, November 21, 2015

The Levels of the Religion مراتب الدين

عن [عُمرَ] رَضِي اللهُ عَنْهُ أيضاً قالَ: (بَينَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذاتَ يَوْمٍ إذْ طلَعَ عَلَيْنا رَجُلٌ شَديدُ بَيَاضِ الثِّيابِ، شَديدُ سَوادِ الشَّعْرِ، لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حتَّى جَلَسَ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ على فَخِذَيْهِ؛ قالَ: يا محمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الإسْلامِ. فَقالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِليْهِ سَبِيلاً". قالَ: صَدَقْتَ. قالَ: فَعَجِبْنا لَهُ، يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ. قالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِِ". قالَ: صَدَقْتَ. قالَ: فَأَخْبِرْني عَنِ الإحسانِ؟ قالَ: "أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإِنَّهُ يَرَاكَ". قالَ: فَأَخْبِرْني عَنِ السَّاعةِ. قالَ: "مَا الْمَسْؤُولُ عَنْها بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ". قالَ: فَأخْبِرْني عَنْ أَمَاراتِها. قالَ: "أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ، يَتَطاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ". قالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْتُ مَلِيًّا.ثُمَّ قالَ لي: "يا عُمَرُ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟". قُلتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: "فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ") رواه مسلمٌ.

Also from ʿUmar (raḍiyallāhu anhu) who said: 

"Whilst we were sitting with the Messenger of Allāh (ṣallallāhu ʿalayhi wasallam) one day, there came upon us a man whose clothes were intensely white and whose hair was intensely black. No sign of journey was visible on him and none of us knew him. He came and sat down by the Prophet (ṣallAllāhu ʿalayhi wasallam) (ṣallallāhu ʿalayhi wasallam), placing his knees by his (the Prophet's) knees and placed his hands on his thighs. He said, "O Muḥammad, inform me about Islām." The Messenger of Allāh said, "Islām is to bear witness that none has the right to be worshipped but Allāh and Muḥammad is the Messenger of Allāh, to establish the prayer, to pay the zakāh, to fast in Ramaḍān and to make pilgrimage to the House if you are able to do so." He (the man) said, "You have spoken truthfully," and we were amazed at his asking him and confirming he spoke truthfully. He said, "Then inform me about īmān." He said, "Īmān is to believe in Allāh, His Angels, His Books, His Messengers, the Last Day, and to believe in the Divine Decree (and foreknowledge)." He said, "You have spoken truthfully." He said, "Then tell me about īḥsān." He said, "It is to worship Allāh as if you can see Him, and even though you cannot see Him, He most certainly sees you." He said, "Then inform me of the Hour." He said, "The one being questioned about it is no more knowledgeable of it than the questioner." He said, "Then inform me of its signs." He said, "That the slave-girl will give birth to her own mistress and that you will see the barefooted, naked, destitute herdsmen competing in constucting lofty buildings." Then the man left and I stayed for a while. Then he (the Messenger) said, "O ʿUmar, do you know who the questioner was?" I said, "Allāh and His Messenger know best." He said, "That was Jibrīl, he came to teach you your religion."

Related by Muslim

Thursday, November 19, 2015

UAE Friday khutbah: Be loyal to live a fulfilled life


الْوَفَاءُ
الْخُطْبَةُ الأُولَى
الْحَمْدُ لِلَّهِ كَرِيمِ الْعَطَاءِ، جَمِيلِ الثَّنَاءِ، أَمَرَ عِبَادَهُ بِالْوَفَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، قُدْوَةُ الأَوْفِيَاءِ، وَإِمَامُ الأَتْقِيَاءِ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى:( بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)([1]).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ الْوَفَاءَ مِنَ الصِّفَاتِ الْحَمِيدَةِ، وَالأَخْلاَقِ الْفَاضِلَةِ، وَالشِّيَمِ الْكَرِيمَةِ، وَنَسَبَهَا الْحَقُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى ذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ)([2]) وَوَرَدَتْ بِهَا الأَوَامِرُ الإِلَهِيَّةُ، وَالْوَصَايَا الْقُرْآنِيَّةُ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ:( وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)([3]). فَالْوَفَاءُ مِنْ عَلاَمَاتِ الصِّدْقِ، وَمَظَاهِرِ التَّقْوَى، وَقَدْ أَثْنَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى الْمُوفِينَ بِالْعَهْدِ فَـقَالَ:( وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)([4]).
وَالْوَفَاءُ خُلُقُ الأَنْبِيَاءِ وَالأَتْقِيَاءِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ نَبِيِّهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ:( وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى)([5]) وَهُوَ مِنْ صِفَاتِ أُولِي الأَلْبَابِ وَالْحِكْمَةِ، وَالْعَقْلِ وَالْفِطْنَةِ، قَالَ جَلَّ شَأْنُهُ:( إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ* الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ)([6]). وَالْوَفَاءُ مِنْ شِيمَةِ الأَخْيَارِ، يَدُلُّ عَلَى مَعْدِنِهِمُ الأَصِيلِ، وَمَنْبَتِهِمُ الْكَرِيمِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r خِيَارُ عِبَادِ اللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُوفُونَ الْمُطَيِّبُونَ»([7]). أَيِ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ الطَّيِّبَاتِ.
وَلَقَدْ عَظَّمَ اللَّهُ تَعَالَى شَأْنَ الْوَفَاءِ؛ ضَمَانًا لِحُسْنِ الْمُعَامَلَةِ بَيْنَ النَّاسِ، وَأَمَرَ بِهِ فَقَالَ:( وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)([8]).
أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: إِنَّ لِلْوَفَاءِ فِي حَيَاتِنَا صُوَرًا عَدِيدَةً، وَمَجَالاَتٍ كَثِيرَةً، وَأَوَّلُهَا الْوَفَاءُ لِلَّهِ تَعَالَى بِطَاعَتِهِ، فَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَيْنَا الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ بِذَلِكَ؛ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ* وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)([9]). وَقَدَّمَ لَنَا رَسُولُنَا الْكَرِيمُ r الْمَثَلَ الرَّاقِيَ فِي الْقِيَامِ لِلَّهِ تَعَالَى بِحَقِّ طَاعَتِهِ، وَالاِعْتِرَافِ بِفَضْلِهِ، وَالْوَفَاءِ بِشُكْرِهِ؛ فَبَلَّغَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَتَرَكَ لَنَا الدِّينَ الْعَظِيمَ.
وَالْوَفَاءُ لِلرَّسُولِ r بِحُبِّهِ وَكَثْرَةِ الصَّلاَةِ عَلَيْهِ وَاتِّبَاعِ سُنَّتِهِ، وَالتَّحَلِّي بِأَخْلاَقِهِ فِي الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ، وَالاِقْتِدَاءِ بِهَدْيِهِ، قَالَ تَعَالَى:( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)([10]).
وَالْوَفَاءُ لِلْوَطَنِ مِنْ أَهَمِّ صُوَرِ الْوَفَاءِ، وَذَلِكَ بِحِرَاسَةِ تُرَابِهِ وَمُنْجَزَاتِهِ، وَصِيَانَةِ حُرُمَاتِهِ، وَالْحِفَاظِ عَلَى مُقَدَّرَاتِهِ، وَالْعَمَلِ عَلَى خِدْمَتِهِ وَتَطْوِيرِهِ، فَقَدْ تَرَبَّى الْمَرْءُ فِي أَكْنَافِهِ، وَنَهِلَ مِنْ خَيْرَاتِهِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ r إِذَا ذَكَرَ وَطَنَهُ حَنَّ إِلَيْهِ، وَتِلْكَ مِنْ شِيَمِ الأَوْفِيَاءِ، قَالَ الْأَصْمَعِيُّ : إذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ وَفَاءَ الرَّجُلِ وَوَفَاءَ عَهْدِهِ فَانْظُرْ إلَى
حَنِينِهِ إلَى أَوْطَانِهِ([11]).
وَمِنْ أَجَلِّ صُوَرِ الْوَفَاءِ: الْوَفَاءُ لِلْحَاكِمِ وَالْوَلاَءُ لَهُ، فَإِنَّهُ يَبْذُلُ مِنْ جُهْدِهِ وَوَقْتِهِ لإِسْعَادِ شَعْبِهِ، وَاسْتِقْرَارِ وَطَنِهِ؛ فَازْدَهَرَتِ الْبِلاَدُ، وَعَمَّ الْخَيْرُ الْعِبَادَ، فَدَعَوْا لَهُ بِدَوَامِ التَّوْفِيقِ وَالسَّدَادِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ rخِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ»([12]). أَيْ: تَدْعُونَ لَهُمْ، وَيَدْعُونَ لَكُمْ.
وَمِنْ صُوَرِ الْوَفَاءِ أَيْضًا: الْوَفَاءُ لِلْوَالِدَيْنِ بِبِرِّهِمَا، وَالدُّعَاءِ لَهُمَا، وَإِنْفَاذِ عَهْدِهِمَا، وَصِلَةِ الرَّحِمِ الَّتِي لاَ تُوصَلُ إِلاَّ بِهِمَا، فَإِنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَفْتَى رَسُولَ اللَّهِ r فِي نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ، تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« فَاقْضِهِ عَنْهَا»([13]).
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ أَعْرَابِيًّا لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ، وَحَمَلَهُ عَلَى دَابَّةٍ، وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ أَعْطَيْتَهُ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا -أَيْ: صَدِيقًا- لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ:« إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ»([14]). وَمِنْ أَجْمَلِ صُوَرِ الْوَفَاءِ مَا يَكُونُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، وَقَدْ عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ r ذَلِكَ، فَقَدَّمَ صُورَةً رَائِعَةً بِوَفَائِهِ لِلسَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي حَيَاتِهَا وَبَعْدَ وَفَاتِهَا، وَكَانَ r يَذْكُرُهَا بِكُلِّ خَيْرٍ، وَيُعَدِّدُ مَنَاقِبَهَا، وَيُهْدِي إِلَى صَدِيقَاتِهَا، فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: إِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ ثُمَّ يُهْدِيهَا إِلَى خَلاَئِلِهَا([15]).
عِبَادَ اللَّهِ: لاَ تَقُومُ حَيَاةُ النَّاسِ بِغَيْرِ الْوَفَاءِ، فَإِنَّهُمْ مُضْطَرُّونَ إِلَى التَّعَامُلِ وَالتَّعَاوُنِ، وَلاَ يَتِمُّ تَعَاوُنُهُمْ إِلاَّ بِمُرَاعَاِة الْعُهُودِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعُقُودِ وَالْوُعُودِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)([16]).
وَكَانَ النَّبِيُّ r شَدِيدَ الْحِرْصِ عَلَى الْوَفَاءِ فِي الْمُعَامَلاَتِ، وَحَثَّ عَلَى الْوَفَاءِ بِالدُّيُونِ؛ فَقَالَ r :« مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ»([17]). فَتَرَجَّمَ الْمُسْلِمُونَ خُلُقَ الْوَفَاءِ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَمَعَ غَيْرِهِمْ قَوْلاً وَعَمَلاً فِي مُعَامَلاَتِهِمِ الْمَعِيشِيِّةِ وَالتُّجَارِيَّةِ، فَكَانَ لَهُ تَأْثِيرٌ كَبِيرٌ فِي نُفُوسِهِمْ، مِمَّا سَاعَدَ عَلَى انْتِشَارِ الإِسْلاَمِ.
فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الأَوْفِيَاءِ، وَوَفِّقْنَا جَمِيعًا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ r وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ, عَمَلاً بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)([18]).
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ أَوْلَى مَا يَتَوَاصَى بِهِ الْمُسْلِمُونَ تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالتَّحَلِّي بِخُلُقِ الْوَفَاءِ، فَإِنَّ أَهْلَ الْوَفَاءِ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى حُسْنُ الثَّوَابِ، وَعَظِيمُ الْجَزَاءِ؛ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)([19]). فَالْوَفَاءُ بِعَهْدِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ أَسْبَابِ الْفَوْزِ بِالْجِنَانِ وَالنَّعِيمِ بِالرِّضْوَانِ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ)([20]). وَالْوَفَاءُ يُعَزِّزُ الثِّقَةَ بَيْنَ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ، وَيُقَوِّي أَوَاصِرَ التَّرَابُطِ وَالتَّعَاوُنِ، وَيُشَجِّعُ عَلَى التَّفَاعُلِ وَالتَّعَامُلِ بَيْنَ النَّاسِ فِي شَتَّى مَجَالاَتِ الْحَيَاةِ، وَمَنْ كَانَ الْوَفَاءُ خُلُقَهُ وَشِيمَتَهُ؛ فَقَدْ أَطَاعَ رَبَّهُ سُبْحَانَهُ، وَتَأَسَّى بِنَبِيِّهِ r.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ rمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»([21]). اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الْمُوفِينَ بِالْعُهُودِ، الْمُنْجِزِينَ لِلْوُعُودِ، وَارْزُقْنَا جَنَّةَ الْخُلُودِ يَا رَؤُوفُ يَا وَدُودُ.
اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ وقُوَّاتِ التَّحَالُفِ الأَبْرَارَ، وَأَنْزِلْهُمْ مَنَازِلَ الأَخْيَارِ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ، يَا عَزِيزُ يَا غَفَّارُ. اللَّهُمَّ اجْزِ خَيْرَ الْجَزَاءِ أُمَّهَاتِ الشُّهَدَاءِ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا، اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ وَالاِسْتِقْرَارَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، وَاهْدِنَا لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ، فَإِنَّهُ لاَ يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنَا سَيِّئَهَا، فَإِنَّهُ لاَ يَصْرِفُ عَنَّا سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ.
اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا.
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ والثَّوَابَ لِمَنْ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ وَلِوَالِدَيْهِ، وَلِكُلِّ مَنْ عَمِلَ فِيهِ صَالِحًا وَإِحْسَانًا، وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لِكُلِّ مَنْ بَنَى لَكَ مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُكَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلاَ تَدَعْ فِيْنَا وَلاَ مَعَنَا شَقِيًّا وَلاَ مَحْرُوْمًا.
اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ([22]).
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عِبَادَ اللَّهِ:( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)([23])
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)([24]).


([1]) آل عمران: 76.
([2]) التوبة: 111.
([3]) الأنعام: 152.
([4]) البقرة: 177.
([5]) النجم: 37.
([6]) الرعد: 19، 20.
([7]) أحمد : 27066.
([8]) الإسراء: 34.
([9]) يس: 60، 61.
([10]) الأحزاب :21.
([11]) الآداب الشرعية (4/275).
([12]) مسلم : 1855.
([13]) متفق عليه.
([14]) مسلم: 2552.
([15]) متفق عليه.
([16]) المائدة : 1.
([17]) البخاري: 2387.
([18]) النساء : 59 .
([19]) الفتح: 10 .
([20]) البقرة :40 .
([21]) مسلم: 384.
       
Be loyal and Allah will praise you, Friday’s sermon says.
“Loyalty is of the good qualities and morals, and it has a great place with Allah, as it is of the Quranic commandments. Allah has praised those who are loyal. [Those who] fulfil their promise when they promise, and [those who] are patient in poverty and hardship and during battle. Those are the ones who have been true, and it is those who are the righteous [2:177],” the sermon says.
“So I exhort to you, Muslims, and with myself: [But yes, whoever fulfils his commitment and fears Allah – then indeed, Allah loves those who fear Him.] [3:76].”
A characteristic of the prophets’ loyalty is a sign of wiseness, “[and [of] Abraham, who fulfilled [his obligations] [53:37]”, the sermon goes on to say. To be loyal one must honour and pray for their parents, and visit their family often.
But the greatest sign of loyalty, the sermon says, is reserved for man and wife, as the Prophet Mohammed showed his loyalty to his wife, Sayeda Khadija, throughout their life and after her death, by continuing to praise and glorify her.
People must always be loyal in order to lead fulfilled lives.
“People’s lives do not continue without loyalty, as they have to cooperate with each other, and they cannot cooperate without fulfilling their loyalty,” the sermon says.
“Prophet Mohammed was extremely careful on being loyal to people, and urged them to return their debts. So, I pray that Allah will make us his loyal servants.”