Thursday, February 13, 2014

وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ

      الْخُطْبَةُ الأُولَى

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الأَحَدِ، الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، أَمَرَ بِالْوَفَاءِ لَهُ بِأَنْ يُعْبَدَ وَلاَ يُجْحَدَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنبيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ النَّبِيُّ الْوَفِيُّ الأَجْوَدُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدين.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى وَطَاعَتِهِ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[([1]).
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الإِنْسَانَ بِقُدْرَتِهِ، وَامْتَنَّ عَلَيْهِ بِنِعْمَتِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ، لِيُبَيِّنُوا لِلإِنْسَانِ شَرَائِعَ دِينِهِ، وَيَهْدُوهُ إِلَى أَشْرَفِ الْقِيَمِ النَّبِيلَةِ، وَالأَخْلاَقِ السَّامِيَةِ الْجَلِيلَةِ، لِيَعْبُدَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى بَصِيرَةٍ، وَيُحْسِنَ مُعَامَلَةَ الْخَلِيقَةِ، فَيَنْفَعَ بِخَيْرِهِ وَطَنَهُ، وَيَعُمَّ بِفَضْلِهِ الإِنْسَانِيَّةَ، وَإِنَّ مِنَ الْمَبَادِئِ الرَّفِيعَةِ الَّتِي يَحْتَاجُهَا الإِنْسَانُ فِي عَلاَقَتِهِ بِرَبِّهِ تَعَالَى وَبِالْبَشَرِيَّةِ، مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ مِنَ الأَمْرِ بِالاِلْتِزَامِ بِالْعُقُودِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعُهُودِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً)([2]) وَالْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ: هُوَ الْقِيَامُ بِحِفْظِهِ عَلَى الْوَجْهِ الشَّرْعِيِّ، وَالْقَانُونِ الْمُرْضِي، وَهُوَ مِنَ الأَخْلاَقِ الْكَرِيمَةِ، وَالسَّجَايَا الشَّرِيفَةِ، الَّتِي تَدُلُّ عَلَى كَمَالِ الإِيمَانِ، وَتَرْقَى بِصَاحِبِهَا إِلَى فِرْدَوْسِ الْجِنَانِ، فَقَدْ مَدَحَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ، وَأَثْنَى عَلَى رِعَايَتِهِمْ لِلْعَهْدِ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ:( وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)([3]) وَقَدْ جَاءَ فِي تَفْسِيرِهَا بِأَنَّ كُلَّ مَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ وَنَهَى عَنْهُ فَهُوَ مِنَ الْعَهْدِ، فَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ مَا بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا بَيْنَ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ مَعَ بَعْضٍ.
عِبَادَ اللَّهِ: وَإِنَّ أَوَّلَ عَهْدٍ أُبْرِمَ فِي حَيَاةِ الإِنْسَانِ، هُوَ الْعَهْدُ بِالإِيمَانِ، الَّذِي أَخَذَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى جَمِيعِ بَنِي الإِنْسَانِ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا)([4]) وَقَدْ سَنَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ r أَنْ نُؤَكِّدَ الْتِزَامَنَا بِعَهْدِ رَبِّنَا سُبْحَانَهُ، فَنَبْرَأَ مِنَ الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ، وَنَرْجُوَ الْمَغْفِرَةَ مِنْ عَلاَّمِ الْغُيُوبِ، فَنَقُولَ:( اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ)([5])
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّهُ عَهْدُ اللَّهِ تَعَالَى، أَعْلَى الْعُهُودِ مَكَانَةً، وَأَقْدَسُهَا ذِمَّةً، وَصَّى بِهِ رُسُلَهُ، وَأَمَرَ بِالْوَفَاءِ بِهِ فِي كِتَابِهِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:( وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)([6]) وَقَدْ وَصَّى اللَّهُ تَعَالَى الإِنْسَانَ، وَعَهِدَ إِلَيْهِ بِعِصْيَانِ الشَّيْطَانِ، وَعِبَادَةِ الرَّحْمَنِ، قَالَ تَعَالَى:( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ* وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)([7]) أَيِ: اعْبُدُونِي وَحْدِي دُونَ كُلِّ مَا سِوَايَ، وَإِيَّايَ فَأَطِيعُوا، فَإِنَّ إِخْلَاصَ عِبَادَتِي، وَإِفْرَادَ طَاعَتِي، وَمَعْصِيَةَ الشَّيْطَانِ، هُوَ الدِّينُ الصَّحِيحُ، وَالطَّرِيقُ الْمُسْتَقِيمُ([8]).
وَإِنَّ الْوَفَاءَ بِعَهْدِ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ نُطِيعَهُ فِيمَا أَمَرَ، وَنَنْتَهِي عَمَّا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ، وَنَعْمَلَ بِكِتَابِهِ الْكَرِيمِ، وَنَتَّبِعَ سُنَّةَ رَسُولِهِ r وَنَكُونَ مِنَ الْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يَحْظَوْنَ بِمَحَبَّةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قَالَ تَعَالَى:( بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)([9]) وقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:( وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)([10])
عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ مِنَ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ حُسْنَ الْعَلاَقَةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ؛ فَقَدْ جَمَعَهُمَا عَهْدٌ عَظِيمٌ، وَمِيثَاقٌ غَلِيظٌ، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ:( وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا)([11])
فَيَا مَعْشَرَ الأَزْوَاجِ احْفَظُوا عَهْدَ اللَّهِ تَعَالَى فِي زَوْجَاتِكُمْ، فَاسْتَوْصُوا خَيْراً بِهِنَّ، وَأَحْسِنُوا لَهُنَّ، وَأَكْرِمُوا عِشْرَتَهُنَّ، وَلاَ تَنْسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ، وَتَذَكَّرُوا قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى:( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)([12])



([1]) الحشر: 18.
([2]) الإسراء :34.
([3]) المؤمنون :8.
([4]) الأعراف:172.
([5]) البخاري:5831.
([6]) الأنعام: 152.
([7]) يس: 60-61.
([8]) انظر تفسير الطبري 19/470 .
([9]) آل عمران: 76.
([10]) الفتح: 10.
([11]) النساء: 21.
([12]) النساء: 19. 

Fulfill the covenant, says Friday sermon



Keeping promises and being honest are the topics of this week’s sermon.
“And fulfil [every] commitment. Indeed, the commitment is ever [that about which one will be] questioned.”
The sermon read: “In everything that Allah ordered him and forbade him is of the Covenant, it enters in between a person and his Lord, and among people with each other.”
Those who have the Lord’s love are those who fulfil the covenant to Him, forbid themselves from what He prohibited and base their actions on what his Holy book, the Quran, and Messenger, the Prophet Mohammed, have called for.
“Did I not enjoin upon you, O children of Adam, that you not worship Satan – [for] indeed, he is to you a clear enemy.”
The verse interprets as worship Allah alone without all the others and be obedient to Him, as sincerity is of His worship, and disobeying the devil is the true religion and the straight path.
The sermon tells husbands to take upon their promise to their wives, and employees to commit to their duty by respecting their contract.
“Perform your duties in honesty and sincerity, in the obedience of Allah, and serving of the community,” the sermon read.
The sermon also urges Muslims to follow through on their promises in religion, trade, rent leases, marriage and divorce, reconciliation and ownership of items.
“Promises are obligations between people in transactions, sales, charters and all other work,” the sermon read. “And in the ingratitude of those covenants, contracts and loss of rights is the lack of religion.
“Don’t break your promises, but assure them by your faith. Whatever you have, even if it was great will vanish, but what you promise to Allah and your obedience to Him will stay.”

No comments:

Post a Comment