Friday, February 28, 2014

Friday sermon: Dress modestly and do not boast about sins

ABU DHABI // The Creator has endowed humans with clothes to cover portions of their bodies, unlike animals which are always exposed.
 
So, this week’s sermon will state that one should always dress modestly.
“Our Lord has created men in the best of form and commanded His angels to prostrate for him,” worshippers will hear.
“The Almighty has availed for him provisions and ordered him to be observant of rules of modesty and decency. He has provided for him means to cover the generative portions of his body, and ordered him to conceal his imperfections.”
Because of this, Allah has raised humans above all other creatures.
A verse from the Quran says: “Allah, the Mighty and Sublime, is forbearing, modest and concealing and He loves modesty and concealment.”
Modesty is a key trait of all prophets, the sermon will say.
As the Prophet Mohammed said: “Moses was a shy person and used to cover his body completely because of his extensive shyness.”
Another hadith says: “A man should not see the private parts of another man and a woman should not see the private parts of another woman.”
This modesty is not exclusive to parts of the body, but also refers to people’s shortcomings as well.
The sermon will teach that those who commit sin in private may seek repentance, but the evildoerwho brags about his sin will not be forgiven.
“O Servants of Allah, please be aware that revealing wrongdoings may entice others to follow the same path. It is a condemnable act which sees the Mujahir (those who commit a sin openly or disclose their sins to the people) bearing the responsibility of leading people to commit sins like him,” says the sermon.



فَضِيلَةُ السَّتْرِ


الْخُطْبَةُ الأُولَى


الْحَمْدُ لِلَّهِ الْحَلِيمِ السَّتَّارِ، غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ، نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ جَمَّلَ الإِنْسَانَ بِالسَّتْرِ، وَأَمَرَهُ بِالتَّقْوَى وَالْبِرِّ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، أَمَرَ بِالْعِفَّةِ وَالْحَيَاءِ، وَالطُّهْرِ وَالنَّقَاءِ، وَالسَّتْرِ وَالصَّفَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، تَغَاضَى عَنِ الْعُيُوبِ بِسَتْرِهَا، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلاَ، قَالَ تَعَالَى:] وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ[([1])

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الإِنْسَانَ وَكَرَّمَهُ، وَأَسْجَدَ لَهُ مَلاَئِكَتَهُ وَنَعَّمَهُ، وَأَحْسَنَ تَصْوِيرَهُ وَرَزَقَهُ، وَأَمَرَهُ بِسَتْرِ عِرْضِهِ وَبَدَنِهِ، وَهَيَّأَ لَهُ مَا يَسْتُرُ بِهِ عَوْرَتَهُ وَيُوَارِي سَوْءَتَهُ، قَالَ تَعَالَى:" يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً"([2]) فَالسَّتْرُ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى الَّتِي امْتَنَّ بِهَا عَلَى الإِنْسَانِ، وَبِهِ تَمَيَّزَ عَنِ الْحَيَوَانِ، وَبِهِ يَشْرُفُ قَدْرُهُ، وَتَعْلُو مَنْزِلَتُهُ، وَهُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ الْعَلِيِّ الْقَدِيرِ، فَرَبُّنَا جَلَّ فِي عُلاَهُ يُحِبُّ السَّتْرَ وَهُوَ سِتِّيرٌ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ)([3])

وَهُوَ فَضِيلَةٌ وَأَدَبٌ وَسِمَةٌ مِنْ سِمَاتِ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ rإِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلاً حَيِيًّا سِتِّيراً، لاَ يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَىْءٌ، اسْتِحْيَاءً مِنْهُ) ([4]). وَكَانَ مِنْ دَأْبِ النَّبِيِّ r أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى قَائِلاً:( اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي)([5]) وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ يَنْهَى الْمُؤْمِنِينَ عَنِ النَّظَرِ إِلَى عَوْرَاتِ الآخَرِينَ فَيَقُولُ :« لاَ يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ»([6]).

عِبَادَ اللَّهِ: وَالسَّتْرُ سَتْرُ الْعَوْرَاتِ، وَسَتْرُ الْعَثَرَاتِ، وَكِتْمَانُ الْخَطَايَا وَعَدَمُ نَشْرِ الزَّلاَتِ، وَإِنَّ مِنَ السَّتْرِ أَنْ يَسْتُرَ الإِنْسَانُ عَلَى عُيُوبِهِ وَمَعَاصِيهِ، فَلاَ يُجَاهِرُ وَلاَ يُفَاخِرُ بِهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r كُلُّ أَمَّتِي مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ، فَيَقُولَ: يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ»([7]).

فَالْمُجَاهِرُ بِالذَّنْبِ مُجْتَرِئٌ عَلَى اللَّه تَعَالَى، فَكَأَنَّهُ يَقُولُ: هَا أَنَا أَعْصِي الإِلَهَ وَلاَ أَخْشَاهُ، وَأَفْعَلُ مَا أَشَاءُ وَأَتَمَنَّاهُ.

وَالْمَجَاهَرَةُ بِالذَّنْبِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هِيَ دَعْوَةٌ لِلآخَرِينَ لِيَسْلُكُوا مَسْلَكَ الْمُذْنِبِينَ، وَيَذْهَبُوا مَذْهَبَهُمْ فِي إِتْيَانِ الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ، فَيَكُونَ عَلَى الْمُجَاهِرِ إِثْمُهُ وَإِثْمُ مَنْ تَبِعَهُ وَقَلَّدَهُ، وَلِذَلِكَ كَانَتْ عُقُوبَةُ الْمَجَاهَرَةِ بِالذَّنْبِ عَظِيمَةً، وَمَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَى لِنَفْسِهِ وَسَتَرَ عَلَى زَلاَّتِهِ حَفِظَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنَ الْفَضِيحَةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :( لاَ يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)([8])

وقَالَ rإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، وَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، وَيَقُولُ لَهُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ قَالَ: فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ. ثُمَّ يُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ»([9]).

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَالنَّاسُ مُعَرَّضُونَ لِلْخَطَإِ وَالْخَلَلِ، وَالضَّعْفِ وَالزَّلَلِ، وَخَيْرُ النَّاسِ مَنْ سَتَرَ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ تَعَالَى، وَغَضَّ الطَّرْفَ عَنْ زَلاَّتِهِمْ، وَقَوَّمَ أَخْطَاءَهُمْ بِالنُّصْحِ وَلَمْ يَفْضَحْهُمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ rمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ»([10]).

وَذَلِكَ لأَنَّ السَّتْرَ مَنْزِلَةٌ لاَ يَقْوَى عَلَيْهَا إِلاَّ مَنْ عَرَفَ فَضْلَهَا، وَأَدْرَكَ مَعَانِيَهَا، فَالسَّتْرُ مِنْ شِيَمِ الْمُؤْمِنِينَ وَعِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، قَالَ الْفُضَيْلُ ابْنُ عِيَاضٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: الْمُؤْمِنُ يَسْتُرُ وَيَنْصَحُ([11]).

وَإِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ سَعَى فِي نَشْرِ أَسْرَارِ غَيْرِهِ وَإِعْلاَنِ مَسَاوِئِهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)([12])

وَقَدْ حَذَّرَ النَّبِيُّ r مِنْ عَاقِبَةِ أَقْوَامٍ قَعَدُوا يَتَرَبَّصُونَ أَخَطَاءَ غَيْرِهِمْ وَيَحْصُونَ عَلَيْهِمْ عُيُوبَهُمْ، قَالَ r: ( يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لاَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ)([13]) قَالَ الإِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ: أَدْرَكْتُ بِالْمَدِينَةِ قَوْمًا لَمْ تَكُنْ لَهُمْ عُيُوبٌ فَبَحَثُوا عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، فَذَكَرَ النَّاسُ لَهُمْ عُيُوبًا، وَأَدْرَكْتُ بِهَا قَوْمًا كَانَتْ لَهُمْ عُيُوبٌ سَكَتُوا عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، فَسَكَتَ النَّاسُ عَنْ عُيُوبِهِمْ([14]). وَيَقُولُ الشَّاعِرُ:

إِذَا شِئْتَ أَنْ تَحْيَا سَلِيمًا مِنَ الأَذَى   وَذَنْبُكَ مَغْفُورٌ وَعِرْضُكَ صَيِّنُ

فَلاَ  يَنْطِقَنَّ مِنْكَ اللِّسَانُ بِسَوْءَةٍ      فَلِلنَّاسِ سَوْءَاتٌ وَلِلنَّاسِ أَلْسُنُ

وَعَيْنُكَ إِنْ أَبْدَتْ إِلَيْكَ مَعَايِبَا       لِقَوْمٍ فَقُلْ يَا عَيْنُ لِلنَّاسِ أَعْيُنُ([15])

عِبَادَ اللَّهِ: وَإِنْ كُنْتَ مِمَّنْ يَقْصِدُكَ النَّاسُ لِعِلاَجٍ أَوْ مَشُورَةٍ أَوْ نُصْحٍ أَوْ تَوْجِيهٍ فَيُفْضُونَ إِلَيْكَ بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ عُيُوبٍ وَمُشْكِلاَتٍ، أَوْ ذُنُوبٍ وَزَلاَّتٍ، فَعَلَيْكَ أَنْ تَحْفَظَ عَلَيْهِمْ أَسْرَارَهُمْ، وَلاَ تَذْكُرْهَا عِنْدَ غَيْرِهِمْ، لأَنَّهُ مِنْ هَتْكِ الأَسْتَارِ، قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: إذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ بِحَدِيثٍ وَقَالَ: اكْتُمْ عَلَيَّ، فَهِيَ أَمَانَةٌ([16]).

فَبُشْرَاكَ بِالسَّتْرِ يَا مَنْ كَتَمْتَ أَسْرَارَ النَّاسِ وَلَمْ تَسْعَ فِي نَشْرِهَا، وَهَنِيئًا لِمَنْ وَقَعَ عَلَى عَثْرَةٍ لِغَيْرِهِ فَأَخْفَاهَا وَكَأَنَّهُ لَمْ يَرَهَا، فَسَتَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِفَضْلِهِ.

فَاللَّهُمَّ جَمِّلْنَا بِالسَّتْرِ، وَتَقَبَّلْ مِنَّا عَمَلَ الْبِرِّ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ، وَنَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تُوَفِّقَنَا دَوْماً لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ r وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ, عَمَلاً بِقَوْلِكَ:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ[([17])

نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صلى الله عليه وسلم

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ حَقَّ تَقْوَاهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّ بِالسَّتْرِ تَتَأَسَّسُ الْفَضَائِلُ، وَتُحَاصَرُ الرَّذَائِلُ، وَتَتَقَوَّى أَوَاصِرُ الْمَحَبَّةِ وَالتَّآلُفِ، فَالْمُجْتَمَعُ الْمُسْلِمُ مُجْتَمَعُ سَتْرٍ وَنَقَاءٍ، وَطُهْرٍ وَحَيَاءٍ، الْعَوْرَاتُ فِيهِ مَسْتُورَةٌ، وَالزَّلاَّتُ فِيهِ مَغْفُورَةٌ، مُجْتَمَعُ تَرَابُطٍ وَمَوَدَّةٍ، وَسَتْرٍ وَمَحَبَّةٍ، لاَ مَكَانَ فِيهِ لِمُرَوِّجِي الْفُجُورِ، وَلاَ لِمُشِيعِي الْفَاحِشَةِ وَالشُّرُورِ، فَلْيَحْفَظْ كُلٌّ مِنَّا لأَخِيهِ الْخَيْرَ، وَيَسْتُرْ عَلَيْهِ، فَبِذَلِكَ تَقْوَى الأُلْفَةُ فِي الْمُجْتَمَعِ، وَتَتَوَطَّدُ أَرْكَانُهُ، وَتُصَانُ أَعْرَاضُهُ، وَتُحْفَظُ حُرُمَاتُهُ، وَهَذَا خَيْرُ مَا يَسْتُرُ بِهِ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، وَيَحْمِي بِهِ عِرْضَهُ، وَذَلِكَ هُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:" وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ"[18]

هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ  تَعَالَى:]إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[([19]) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ rمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»([20])

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابِةِ الأَكْرَمِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ وَعلَى سَائِرِ بِلاَدِ الْعَالَمِينَ([21]).

اللَّهُمَّ حَسِّنْ أَخْلاَقَنَا، وَأَصْلِحْ أَعْمَالَنَا، وَطَهِّرْ قُلُوبَنَا، وَاسْتُرْ عُيُوبَنَا، وَاغْفِرْ ذُنُوبَنَا، وَتَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِنَا، وَتَوَلَّ أَمْرَنَا، وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ.

اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ دَيْنًا إِلاَّ قَضَيْتَهُ، وَلاَ مَرِيضًا إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ مَيِّتًا إِلاَّ رَحِمْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحْةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ.

اللَّهُمَّ اغفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَإِخْوَانَهُمَا شُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ اشْمَلْ بِعَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا.

اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا.

اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ] وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ[([22])



([1]) النساء : 131.
([2]) الأعراف : 26.
([3]) أبو داود : 4012.
([4]) البخاري : 3404.
([5]) أحمد : 4785.
([6]) مسلم : 338.
([7]) متفق عليه .
([8]) مسلم .
([9]) متفق عليه واللفظ لأحمد : 5565.
([10]) مسلم : 2699.
([11]) جامع العلوم والحكم 1/225.
([12]) النور:19.
([13]) الترمذي : 2032.
([14]) المنتقى شرح الموطأ 4/427.
([15]) تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر عبد القادر العيدروسي 1/362.
([16]) مصنف ابن أبي شيبة 8/402.
([17]) النساء : 59.
([18]) الأعراف: 26
([19]) الأحزاب : 56 .
([20]) مسلم : 384.
([21]) يكررها الخطيب مرتين.
([22]) العنكبوت :45.                   - من مسؤولية الخطيب :
1
 

No comments:

Post a Comment