Thursday, August 14, 2014

UAE khutbah says : ‘always call upon Allah’



ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
                          الخُطْبَةُ الأُولَى
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نحمدُهُ سبحانَهُ كمَا ينبغِي لجلالِ وجهِهِ وعظيمِ سلطانِهِ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى وطاعتِهِ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ([1]) وقالَ تعالَى:] فَبِشِّرْ عِبَادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ([2])
أيهَا المسلمونَ: إنَّ الإنسانَ منَّا يتقلَّبُ فِي حياتِهِ أطواراً، ويعيشُ فيهَا أحوالاً، يتذوَّقُ حُلوَهَا ومُرَّهَا، ويَمُرُّ فيهَا بينَ العُسرِ واليُسرِ، والصحةِ والمرضِ، والعافيةِ والبلاءِ، والشدةِ والرخاءِ، والأفراحِ والأتراحِ، والإخفاقِ والنجاحِ، وفِي كُلِّ أحوالِهِ وتقلباتِهِ، يشعرُ بافتقارِهِ إلَى خالقِهِ الغنِيِّ، ويُقِرُّ بضعْفِهِ أمامَ ربِّهِ القوِيِّ سبحانَهُ وتعالَى، فيلجَأُ إليهِ عزَّ وجلَّ بالدعاءِ، ويُلِحُّ عليهِ تباركَ وتعالَى بالرجاءِ، ليَقْضِيَ لَهُ – وهوَ القادِرُ علَى كُلِّ شيءٍ- حاجاتِهِ، ويُفَرِّجَ عنْهُ كُرُبَاتِهِ، وكيفَ لاَ يدعُوهُ سبحانَهُ وهوَ القائلُ عزَّ وجلَّ:]ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[([3]) فيَا مَنْ ضاقَ صدرُهُ بآلامِهِ، وَلَمْ ينطَلِقْ لسانُهُ بالتعبيرِ عَنْ أحزانِهِ، يَا صاحِبَ العينِ الباكيةِ والقلبِ المحزونِ، يا صاحبَ الحاجاتِ، يَا أيهَا الْمُثْقَلُ بالكُرُباتِ والهمومِ، إلَى مَنْ تلجَأُ لتفريجِ همومِكَ؟ وأَيَّ بابٍ تقرَعُ لقضاءِ حاجاتِكَ؟ ألاَ تستنجِدُ بربِّكَ العزيزِ الحميدِ؟ ألاَ تستغِيثُ بِمَنْ هُوَ أقربُ إليكَ مِنْ حبلِ الوريدِ؟ أَلَمْ تقرَأْ فِي كتابِهِ المجيدِ قولَهُ سبحانَهُ:( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)([4]) فاللهُ جلَّ وعلاَ يستجيبُ لِمَنْ يدعُوهُ، ولاَ يُخَيِّبُ سبحانَهُ ظَنَّ مَنْ يرجُوهُ، فَأَلِحُّوا عَلَى اللهِ تعالَى بالدعاءِ، فقَدْ كَانَ النبيُّ r إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاَثًا، وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاَثاً([5]).
وكانَ r يدعُو اللهَ عزَّ وجلَّ بِدعاءٍ جامِعٍ يشملُ الخيرَ كلَّهُ، فعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ r بِوَضُوءٍ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي. فَقُلْتُ: يَا رسولَ اللَّهِ مَا دَعَوَاتٌ دَعَوْتَ بِهِنَّ؟ قَالَ: وَهَلْ تَرَكْنَ مِنْ خَيْرٍ ؟([6]) وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً([7]).
نَعَمْ يَا عبادَ اللهِ إنَّ ربَّكُمْ يستجيبُ لكُمْ، ويسمَعُ دعواتِكُمْ، فاسألُوهُ تضَرُّعاً وخُشُوعاً، واطلبُوا منْهُ تذلُّلاً وخُضوعاً، وادعُوه رغباً ورهباً، فقَدْ ذَكَرَ سبحانَهُ استجابَتَهُ لدعاءِ أنبيائِهِ فقالَ عزَّ وجلَّ:( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)([8]) فهذَا نوحٌ عليهِ السلامُ يشكُو أمرَهُ إلَى اللهِ تعالَى، قالَ عزَّ وجلَّ:( وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ* وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ* وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ* سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ)([9]) نَعَمْ فلأجْلِ نوحٍ ومناجاتِهِ ودعائِهِ:( أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ)([10]) أَيْ إِنَّ قَوْمِي قَدْ غَلَبُونِي، تَمَرُّدًا وَعُتُوًّا، وَلَا طَاقَةَ لِي بِهِمْ، فَانْتَصِرْ مِنْهُمْ بِعِقَابٍ مِنْ عِنْدِكِ عَلَى كُفْرِهِمْ بِكَ([11]) يَا لَهُ مِنْ دعاءٍ هزَّ أبوابَ السماءِ، فجاءَ الأمرُ الربانِيِّ:( فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ* وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ* وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ)([12])
وهذَا نبيُّ اللهِ زكريَا عليهِ السلامُ طلبَ الولدَ والذريةَ، فوقفَ علَى بابِ أكرمِ الأكرمينَ، قالَ تعالَى:( وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)([13]) فلَمْ ييأَسْ، ولَمْ يَقْنُطْ رغمَ أَنَّهُ بلغَ مِنَ الكبَرِ عتيًّا، فنَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا:( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا* وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا* يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا* يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا)([14]) فاستجابَ اللهُ عزَّ وجلَّ دعاءَهُ، ولَمْ يَذَرْهُ فردًا، وبشَّرهُ بيَحْيَى عليهِ السلامُ وارثًا لَهُ وذريةً، قالَ تعالَى:( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى)([15]) ونبيُّ اللهِ أيوبُ عليهِ السلامُ ابتلاهُ سبحانَهُ بالمرضِ، فكانَ مِنَ الصابرينَ المحتسبينَ، ودعَا ربَّ العالمينَ:( أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)([16])
وكذلكَ نبيُّ اللهِ يعقوبُ عليهِ السلامُ عانَى مِنْ فراقِ ولدِهِ يوسفَ عليهِ السلامُ، وأخيهِ مِنْ بعدِهِ، فقابَلَ مُصابَهُ بقولِهِ:( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ)([17]) وبثَّ شكواهُ إلَى ربِّهِ الكريمِ قائلاً:( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)([18]) فاستجابَ اللهُ سبحانهُ دُعَاءَهُ، ورَدَّ عليهِ فلذةَ كبدِهِ، قالَ عزَّ وجلَّ:( فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)([19])
ونبيُّنَا محمدٌ r اشتدَّتْ عليهِ الخُطُوبُ، بعدَ موتِ زوجتِهِ وفُقدانِ عمِّهِ الذِي كانَ نصيرَهُ فِي قومِهِ، ولَمَّا ذهبَ إلَى الطائفِ ليدعُوهُمْ قابَلَهُ أهلُهَا يومَهَا بأسوإِ الردودِ، ولقِيَ منْهُمْ أشدَّ الصدودِ، فأَغْرَوْا بهِ صبيانَهُمْ وسفهاءَهُمْ فرَمَوْهُ بالحجارةِ، وأَدْمَوْا قدمَيْهِ الشريفتَيْنِ، فرفَعَ شكواهُ إلَى مولاهُ قائلاً:( اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إِلَى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُنِي، أَوْ إِلَى قَرِيبٍ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَلَيَّ فَلَا أُبَالِي، غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَكَ، أَوْ تُحِلَّ عَلَيَّ سَخَطَكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ)([20]) فارفَعْ يَا عبدَ اللهِ يدَيْكَ إلَى السماءِ، وأَلِحَّ علَى اللهِ تعالِى فِي الدعاءِ، واسجُدْ لربِّكَ بخشوعٍ، وَقِفْ عَلَى بابِهِ بخضوعٍ، وارفَعْ إليهِ الشكْوَى، فإنَّهُ يعلَمْ السرَّ والنجوَى، ويكشِفُ الهمَّ والبلوَى، قالَ تعالَى:( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)([21]) وَقَالَ رسولُ اللهِ r لاَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ»([22]) وَقَالَ rالْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ، وَبَعْضُهَا أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَيُّهَا النَّاسُ فَاسْأَلُوهُ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَجِيبُ لِعَبْدٍ دَعَاهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ غَافِلٍ»([23]).
فاللَّهُمَّ استَجِبْ دُعاءَنَا، وحقِّقْ رجاءَنَا، وتقَبَّلْ صالِحَ أعمالِنَا، وَوَفِّقْنَا دومًا لطاعتِكَ وطاعةِ نبيِّنَا محمدٍ r وطاعةِ مَنْ أمَرْتَنَا بطاعتِهِ، عملاً بقولِكَ:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ[([24]) بارَكَ اللهُ لِي ولكُمْ فِي القرآنِ العظيمِ وفي سنةِ نبيهِ الكريمِ صلى الله عليه وسلم
                   أقولُ قولِي هذَا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ، فاستغفِرُوهُ إنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ.

الخطبةُ الثانيةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وأَشْهَدُ أنَّ سيِّدَنا محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ الطيبينَ الطاهرينَ وعلَى أصحابِهِ أجمعينَ، والتَّابعينَ لَهُمْ بإحسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أمَّا بعدُ: فاتقُوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ التقوَى وراقبُوهُ فِي السرِّ والنجوَى، واعلمُوا أنَّ اللهَ تعالَى قَدْ يُعجِّلُ إجابةَ الدعاءِ فِي الدنيَا، أَوْ يدَّخِرُهَا فِي الآخرةِ، أَوْ يصرفُ بِهَا السوءَ، قالَ رسولُ اللهِ rمَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ- لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلاَ قَطِيعَةُ رَحِمٍ- إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاَثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا». قَالُوا: إِذاً نُكْثِرُ. قَالَ:« اللَّهُ أَكْثَرُ»([25]) فواظِبْ يَا عبدَ اللهِ علَى الدعاءِ ولاَ تقطَعِ الرجاءَ، ولاَ تيأَسْ مِنَ الإجابةِ وإِنْ تأخَّرَتْ، فرحمةُ اللهِ واسعةٌ، وعطاؤُهُ ممدودٌ غيرُ محدودٍ، فأَلِحَّ علَى اللهِ تعالَى فِي المسألةِ، قالَ رسولُ اللهِ r يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي. فَيَدَعُ الدُّعَاءَ»([26])
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ  تَعَالَى:]إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[([27]) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ rمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»([28]) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابِةِ الأَكْرَمِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ دَيْنًا إِلاَّ قَضَيْتَهُ، وَلاَ مَرِيضًا إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ مَيِّتًا إِلاَّ رَحِمْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحْةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ. اللَّهُمَّ اغفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا.
اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ وَعلَى سَائِرِ بِلاَدِ الْعَالَمِينَ([29]).
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ] وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ[([30])


([1]) الأنفال : 29.
([2]) الزمر : 17 - 18.
([3]) غافر :60 .
([4]) البقرة : 186 .
([5]) مسلم : 1794 .
([6]) مسند أحمد : 19803 ، والطبراني في الدعاء : 1/209 .
([7]) مسلم : 1794 .
([8]) الأنبياء : 90 .
([9]) الصافات : 75 - 79 .
([10]) القمر : 10 .
([11]) تفسير القرطبي 22/121 .
([12]) القمر : 11 - 13 .
([13]) الأنبياء : 89 .
([14]) مريم 4 - 5 .
([15]) الأنبياء : 90 .
([16]) الأنبياء : 83 - 84 .
([17]) يوسف : 83 .
([18]) يوسف : 86 .
([19]) يوسف : 96 .
([20]) الطبراني في الدعاء 1/315.
([21]) النمل : 62 .
([22]) الترمذي : 2139.
([23]) أحمد : 6815.
([24]) النساء : 59 .
([25]) البخاري في الأدب المفرد 710 ، والترمذي : 3573.
([26]) متفق عليه .
([27]) الأحزاب : 56 .
([28]) مسلم : 384.
2535


ENGLISH

Whether you are in need, sickness, misery or at your best, always call upon Allah, Muslims will be reminded today.
“No matter what conditions any man may endure; whether he enjoys great or bad times, he is healthy or sick, he achieves success or is caught in failure, he needs his Creator, the Independent,” today’s sermon will say.
“Constantly, he is aware of his weakness before his Lord, the Almighty. He, therefore, seeks refuge in Him through prayers.”
The sermon cites a verse from the Quran where Allah says: “call upon Me; I will respond to you.”
Another verse says: “and when My servants ask you, [O Muhammad], concerning Me – indeed I am near. I respond to the invocation of the supplicant when he calls upon Me.”
All of the prophets used to constantly pray to Allah for forgiveness and support.
For instance, Prophet Nuh (Noah) was quoted in a verse praying to Allah: “indeed, I am overpowered, so help.”
“It was a distress call that he was overwhelmed by his own folk who turned rebellious,” the sermon says.
And indeed Allah responded, as the verse continues: “then We opened the gates of the heaven with rain pouring down and caused the earth to burst with springs, and the waters met for a matter already predestined. And We carried him on [a construction of] planks and nails.”
“Knowing this, raise your hands to your Creator and insist on your supplications to Him,” the sermon continues.
“Prostrate to Him humbly and tell Him about your grievance for He knows everything. He knows the secret – what is [even] more hidden, and He removes afflictions.”
A hadith by Prophet Mohammed says: “there is no Muslim who calls upon his Lord with a supplication in which there is no sin or severing of family ties but Allah will give him one of three things: either He will answer his prayer quickly, or He will keep equivalent reward for him (in the Hereafter), or He will divert an equivalent evil away from him.”
They said, “then we shall supplicate plenty”.
The Prophet Mohammed said, “Allah is more plentiful [in responding].”


No comments:

Post a Comment