Thursday, December 19, 2013

READ HOW IMPORTANT IS THE KHUTBAH TODAY!!

إِغَاثَةُ الشَّعْبِ السُّورِيِّ الشَّقِيقِ
الْخُطْبَةُ الأُولَى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْوَلِيِّ الْحَمِيدِ، يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ، سُبْحَانَهُ بِيَدِهِ الْمَنْعُ وَالْعَطَاءُ، وَالْمُعَافَاةُ وَالاِبْتِلاَءُ، نَحْمَدُهُ تَعَالَى فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، مَاضٍ فِينَا حُكْمُهُ، عَدْلٌ فِينَا قَضَاؤُهُ، وَهُوَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَخَلِيلُهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى وَطَاعَتِهِ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[([1])
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ لِلشَّامِ مَكَانةً فِي نُفُوسِ الْمُسْلِمِينَ، فَهِيَ الأَرْضُ الَّتِي بَارَكَهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَزَادَتْ بَرَكَةً وَشَرَفًا بِزِيَارَةِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ r الَّذِي دَعَا لَهَا بِقَوْلِهِ:« اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا»([2]) فَطُوبَى لِلشَّامِ وَأَهْلِهَا، فَقَدْ بَسَطَتْ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَنِ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا، وَعَاشَ عَلَى أَرْضِهَا مِنَ الصَّحَابَةِ الْكِرَامِ آلاَفٌ، نَشَرُوا فِي رُبُوعِهَا الْمَحَبَّةَ وَالإِيلاَفَ، مَشَوْا عَلَى تُرَابِهَا، وَتَنَفَّسُوا مِنْ هَوَائِهَا، وَغَرَسُوا قِيَمَهُمْ فِي أَهْلِهَا، وَنَعِمَ مَنْ فِيهَا بِرُؤْيَتِهِمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: دَخَلَتِ الشَّامَ عَشْرَةُ آلاَفِ عَيْنٍ رَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ r([3]). فَتَعَاهَدُوهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِالْفَضْلِ وَالإِحْسَانِ، وَرَعَوْهَا بِمَا يُحَقِّقُ الْكَرَامَةَ لِلإِنْسَانِ، حَتَّى بَلَغَ مِنْ حَالِهِمْ أَنَّهُمْ نَثَرُوا الْحُبُوبَ عَلَى رُؤُوسِ الْجِبَالَ، كَيْ لاَ يُقَالَ جَاعَ طَيْرٌ فِي بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ، فَصَارَتِ الشَّامُ مُنْطَلَقَ الْحَضَارَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ، يَشِعُّ مِنْ جَنَبَاتِهَا النُّورُ لِلإنْسَانِيَّةِ.
عِبَادَ اللَّهِ: وَإنَّهُ لَمِمَّا يُدْمِي القَلْبَ، وَتَتَفَطَّرُ لَهُ النَّفْسُ، وَتَدْمَعُ لَهُ الْعَيْنُ، مَا وَقَعَ لأَهْلِ الشَّامِ مِنَ النَّوَائِبِ، فَقَدِ اشْتَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْمَصَائِبُ، وَتَوَالَتْ عَلَيْهِمُ النَّكَبَاتُ، وَغَشِيَتْهُمُ الْمُلِمَّاتُ، وَهَا هُمُ الْيَوْمَ يَمرُّونَ بِمِحْنَةٍ عَصِيبَةٍ، وَأَزْمَةٍ رهيبةٍ، فَقَدَ فِيهَا الْمَلاَيِينُ بُيُوتَهُمْ، وَشُرِّدُوا عَنْ بِلاَدِهِمْ، فَأَصْبَحُوا يُعَانُونَ ظُرُوفاً قَاسِيَةً، وَأَوْضَاعاً إِنْسَانِيَّةً مَأْسَاوِيَّةً، فَكَمْ مِنْ أُسْرَةٍ تَفَرَّقَ شَمْلُهَا، وَكَمْ مِنْ زَوْجَةٍ تَرَمَّلَتْ بِفَقْدِ زَوْجِهَا، وَكَمْ مِنْ طِفْلٍ تَيَتَّمَ بِوَفَاةِ أَبِيهِ، وَكَمْ مِنْ أُمٍّ فُجِعَتْ فِي أَبْنَائِهَا، وَفَلَذَاتِ كَبِدِهَا، وَقَدْ زَادَتِ الْمُعَانَاةُ عَلَيْهِمْ قَسْوَةً وَشِدَّةً، بِمَوْجَةِ بَرْدٍ قَارِسَةٍ، وَعَاصِفَةٍ ثَلْجِيَّةٍ شَدِيدَةٍ، مَاتَ مِنْهَا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ، وَقَاسَى مِنْهَا الْمُسِنُّونَ وَالرِّجَالُ، فَوَجَبَ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ قَادِرٍ مُسَاعَدَتُهُمْ، وَمَدُّ يَدِ الْعَوْنِ لَهُمْ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ)([4]) أَيْ لاَ يَتْرُكُهُ فِي مُصِيبَتِهِ، بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يُوَاسِيَهُ، وَيَبْذُلَ لَهُ مَا يَسْتَطِيعُ لِمُسَاعَدَتِهِ، فَلاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَتْرُكَ إِعَانَتَهُ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ.
فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُ، يَا مَنْ آمَنْتَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ r نَبِيًّا وَرَسُولاً؛ هَا هِيَ الصُّوَرُ تَأْتِيكَ، وَالأَخْبَاُر تُنْبِيكَ، عَنْ أحْوَالِ أَهْلِ الشَّامِ، ومَا يُعَايِشُونَهُ مِنَ الآلاَمِ، فَلاَ تُسْلِمِ الْمَنْكُوبِينَ لِمُصِيبَتِهِمْ، وَكُنْ عَوْناً لَهُمْ فِي مِحْنَتِهِمْ، وَانْظُرْ إِلَى حَالِ الطِّفْلِ السُّورِيِّ الَّذِي يَرْتَعِدُ مِنَ الْبَرْدِ الْقَاتِلِ، وَتَخَيَّلْ أَنَّهُ ابْنُكَ الْمُدَلَّلُ! كَيْفَ يَكُونُ شُعُورُكَ حِينَ تَرَاهُ وَقَدْ تَجَمَّدَتِ الدِّمَاءُ فِي عُرُوقِهِ، وَأَذْهَبَ الْبَرْدُ حَيَوِيَّتَهُ وَبَرِيقَهُ، كَيْفَ تَتْرُكُهُ عَلَى حَالِهِ، وَقَدِ ازْرَقَّتْ شَفَتَاهُ، وَانْهَمَرَتْ عَيْنَاهُ، وَارْتَجَفَتْ يَدَاهُ، وَهُوَ يَسْتَصْرِخُكَ: يَا أَبَتَاهُ، أَدْفِئْ جَسَدِيَ الْعَارِيَ بِكِسَاءٍ، فَقَدْ قَضَى عَلَيَّ ثَلْجُ الشِّتَاءِ، وَأَنْتَ تَتَلَفَّتُ ذَاتَ الشِّمَالِ وَذَاتَ الْيَمِينِ، فَلاَ تَجِدُ الْمَأْوَى لِقُرَّةِ الْعَيْنِ، يَنْظُرُ إِلَيْكَ وَقَدْ عَلَّقَ عَلَيْكَ حَيَاتَهُ، وَأَنْتَ تَرَاهُ قَدْ قَارَبَ وَفَاتَهُ، أَتُسْلِمُهُ لِمَا دَاهَمَهُ؟ أَمْ تَتْرُكُهُ يَتَجَرَّعُ مَا يَخْنُقُهُ وَيَقْتُلُهُ؟
يَا عبدَ اللَّهِ تَصَوَّرْ لِبُرْهَةٍ مِنَ الزَّمَنِ أَنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي تَرَاهَا عَبْرَ الشَّاشَاتِ فِي الْمُخَيَّمَاتِ هِيَ إِحْدَى قَرِيبَاتِكَ! مَا هُوَ مَوْقِفُكَ حِينَ تَسْمَعُهَا تَنُوحُ وَتَبْكِي، وَتَئِنُّ وَتَشْتَكِي، وَتَسْتَنْجِدُكَ: اسْتُرْ عَوْرَتِي، وآمِنْ رَوْعَتِي، وَقِنِي مِنْ غَائِلَةِ الْبَرْدِ وَجَوْعَتِي. وَانْظُرْ إِلَى حَالِ الْمُسِنِّ الْمَرِيضِ، وَالْعَجُوزِ الْكَبِيرِ، وَهُوَ يَسْتَغِيثُ بِوَلَدِهِ لِيُوفِّرَ لَهُ دَوَاءً يُسَكِّنُ بِهِ أَلَمَهُ، وَلُقْمَةً يَسُدُّ بِهَا جَوْعَتَهُ، وَكِسَاءً يَسْتُرُ بِهِ عَوْرَتَهُ، وَصُوفاً يَقِيهِ مِنْ بَرْدِهِ! وَهوَ لاَ يَجِدُ مَا يُغَذِّيهِ وَيُدَاوِيهِ، وَلاَ يَمْلِكُ مَا يُدْفِئُهُ وَيُؤْوِيهِ! أَلَمْ تَسْمَعْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ rمَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ»([5]).
فَكُونُوا عَوْناً لأَشِقَّائِكُمُ الْمَنْكُوبِينَ كَانَ اللَّهُ فِي عَوْنِكُمْ، ارْحَمُوا غُرْبَتَهُمْ يَرْحَمْكُمْ رَبُّكُمْ، فَرِّجُوا كُرْبَتَهُمْ فَرَّجَ اللَّهُ كُرْبَتَكُمْ.
عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ تبارَكَ وَتَعَالَى قَدِ امْتَحَنَ أُولَئِكَ الأَشِقَّاءَ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ والثَّمَرَاتِ لِيَصْبِرُوا، وَامْتَنَّ عَلَيْكُمْ بِنِعَمِهِ الْكَثِيرَةِ وَآلاَئِهِ الْوَفِيرَةِ لِتَشْكُرُوا، وَفَتَحَ لَكُمْ أَبْواباً لِفِعْلِ الْخَيْرَاتِ لِتَزِيدُوا مِنْ حَسَنَاتِكُمْ، وَتُكْثِرُوا مِنْ صَالِحَاتِ أَعْمَالِكُمْ، فَبَادِرُوا بِإِعَانَتِهِمْ، وَكُونُوا دِفْئاً لَهُمْ مِنْ بَرْدِهِمْ، وَسَاهِمُوا فِي سَدِّ احْتِيَاجَاتِهِمْ، وَإِطعامِ جَائِعِهِمْ، فَإِنَّ الَّذِي يُغِيثُ الْمَلْهُوفِينَ، وَيُطْعِمُ الْجَائِعِينَ، يَحْظَى بِكَرَامَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَيَجِدُ ذَلِكَ فِي صَحِيفَةِ أَعْمَالِهِ يَوْمَ الدِّينِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي، يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي»([6]).  
نَعَمْ يَا عِبَادَ اللَّهِ سَتَجِدُونَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى، فَإِنَّكُمْ إِذَا أَنْفَقْتُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ رَبِّكُمْ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ سَيُخْلِفُ مَا بَذَلْتُمُوهُ، وَيُضَاعِفُ لَكُمْ مَا أَنْفَقْتُمُوهُ، وَسَتَرَوْنَهُ فِي دُنْيَاكُمْ بَرَكَةً فِي أَمْوَالِكُمْ، وَفِي آخِرَتِكُمْ ثَوَاباً فِي صَحَائِفِكُمْ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:] مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[([7]).
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: لَقَدْ حَثَّ رَسُولُ اللَّهِ r عَلَى التَّبَرُّعِ لأَصْحَابِ الْحَاجَاتِ وَالنَّوَازِلِ، فَقَدْ جَاءَ نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِr  فَرأَى سُوءَ حَالِهِمْ، فَحَثَّ النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فتَتَابَعُوا بِالتَّصَدُّقِ وَالإِنْفَاقِ حَتَّى عُرِفَ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ r([8]) لاِسْتِجَابةِ أَصْحَابِهِ الْمُكَرَّمِينَ، وَوُقُوفِهِمْ إِلَى جَانِبِ الْمَنْكُوبِينَ.
فَنَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تُفَرِّجَ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَتُنَفِّسَ كُرْبَتَهُمْ، وتَقْضِيَ حَاجَاتِهِمْ، وَتَسُدَّ جَوْعَتَهُمْ، وَتُؤْوِيَ شَرِيدَهُمْ، وَتُعِينَهُمْ فِي مِحْنَتِهِمْ، وَنَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تُوَفِّقَنَا لِمُسَاعَدَتِهِمْ، وَلِلْوُقُوفِ إِلَى جَانِبِهِمْ، لِنَكُونَ عَوْنًا لَهُمْ، وَأَنْ تُوَفِّقَنَا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ r وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلاً بِقَوْلِكَ:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ[([9])
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صلى الله عليه وسلم
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبادَ اللَّهِ حَقَّ التَّقْوَى، ورَاقِبُوهُ فِي السِّرِّ والنَّجْوَى، وَاعْلَمُوا أنَّ اللهَ تعالَى أَعَدَّ لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَواتُ والأَرْضُ، فِيهَا مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، تَنَالُهَا أَيُّهَا الْمُحْسِنُ بِلُقْمَةٍ فِي فَمِ جَوْعَانَ، أَوْ بِشَرْبَةِ ماءٍ فِي جَوْفِ ظمآنٍ، أَوْ بِكِسَاءٍ تُدْفِئُ بِهِ جَسَدَ إنسانٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ»([10]).
وَقَدْ نَزَلَتْ بِأَهْلِ الشَّامِ الكَوَارِثُ، وَأَنْتُمْ تَمْلِكُونَ مَا تُغِيثُونَهُمْ بِهِ مِنْ غِذَاءٍ وَكِسَاءٍ وَدَوَاءٍ، فَهُبُّوا لِنَجْدَتِهِمْ، واسْتَجِيبُوا لِصَرْخَتِهِمْ، وَلَبُّوا نِدَاءَ الرحمةِ فِي قُلُوبِكُمْ، فَإِنَّهُ لاَ عُذْرَ لِلْمُستطِيعِ مِنْكُمْ أَمَامَ رَبِّكُمْ جَلَّ وَعَلاَ، إِنِ امْتَنَعَ عَنِ الْبَذْلِ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى ذَلِكَ، وَمَنْ لاَ يَمْلِكُ مُعَاوَنَتَهُمْ فَلاَ أَقَلَّ مِنْ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى اللَّهِ تعَالَى بِالدُّعَاءِ لَهُمْ لِتَفْرِيجِ كُرُوبِهِمْ.
وإنَّ هذِهِ الدَّوْلَةَ الْمُبَاركَةَ قَدْ عُرِفَ عَنْهَا وَعَنْ أَهْلِهَا؛ الْمُسَارَعَةُ فِي قضَاءِ الحاجاتِ، وتقديمُ الْمُساعداتِ، وَإِغَاثَةُ الْمَلْهُوفينَ، ونَجْدَةُ الْمَنْكُوبِينَ، وَرِعَايَةُ الأَيْتَامِ والْمَحْرُومِينَ، وهَا هُوُ رَئِيسُهَا، وَقَائِدُهَا، وَوَلِيُّ أَمْرِهَا، صَاحِبُ السُّمُوِّ رئيسُ الدولةِ حَفِظَهُ اللَّهُ تعَالَى يَأْمُرُ بِحَمْلَةٍ خَيْرِيَّةٍ إِنسانيةٍ، لِمُساعدةِ أَهلِ الشَّامِ فِي مُصِيبَتِهِمْ، وتقديمِ يَدِ الْعَوْنِ لَهُمْ، بتوفيرِ احْتِيَاجَاتِهِمْ، والنَّظَرِ فِيمَا يُفْرِحُهُمْ، فَجَزَاهُ اللَّهُ تَعَالَى عنَّا وعَنْهُمْ خَيْرَ الْجَزَاءِ، فَقَدْ فَتَحَ لَنَا بابًا للخيرِ عظيمًا، وكانَ لنَا نِعْمَ الْقُدْوَةُ فِي تَرجمةِ مَا حَثَّنَا عليهِ دِينُنَا القويمُ.
وتنفيذًا لتِلْكَ التوجيهاتِ الساميةِ، والنظرةِ الإنسانيةِ الحانِيَةِ، نظَّمَتْ هيئةُ الهلالِ الأحمرِ الإماراتيةُ، حملةً تحتَ عنوانِ (قُلُوبُنَا مَعَ أَهْلِ الشَّامِ) وفَتَحَتْ أَبوابَ التَّبَرُّعِ لَهَا بِشَتَّى الوسائلِ، وأَرْسَلَتِ الْوُفُودَ لِلْوُقُوفِ عَلَى أَحْوَالِ الْمَنْكُوبِينَ فِي تِلكَ البلادِ، وتحديدِ احتياجَاتِهِمْ، وتوفيرِ مُتَطَلَّبَاتِهِمْ، وتَوْصِيلِ مُسَاعَدَاتِكُمْ إلَيْهِمْ، فَهِيَ هَيْئَةٌ رَسمِيَّةٌ مَوْثُوقَةٌ، وأعمالُهَا الإنسانيةُ مَشْهُودَةٌ، وجُهُودُهَا الإِغَاثِيَّةُ مَعْرُوفَةٌ مَشْكُورَةٌ، يَعْمَلُ أَفْرَادُهَا لَيْلَ نَهَارَ، فِي السِّرِّ والْجِهَارِ، بُغْيَةَ وَجْهِ الْكَرِيمِ الْغَفَّارِ، فَبَادِرُوا بِتَبَرُّعَاتِكُمْ، وأَنْفِقُوا مِنْ أموالِكُمْ، يُضَاعِفِ اللهُ لكُمْ أُجورَكُمْ، ويُبَارِكْ لَكُمْ، ويُدْخِلْكُمُ الجنَّةَ بخيرِ أَعْمَالِكِمْ، قَالَ تَعَالَى:( آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ)([11])
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بالصلاةِ والسلامِ عليهِ، قَالَ  تَعَالَى:]إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[([12]) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ rمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»([13])
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا ونبيِّنَا مُحَمَّدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وعَنْ سائرِ الصَّحَابِةِ الأَكْرَمِينَ، وعَنِ التابعينَ ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ كُرُوبَهُمْ، وَنَفِّسْ عنْهُمْ مَا هُمْ فِيهِ، وارْزُقْهُمْ مِنَ الْخَيْرَاتِ، وَوَفِّقْنَا لإِعَانَتِهِمْ، وَتَقَبَّلْ مِنَّا بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا ربَّ العالمينَ. اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِينَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِينَ، وَارْحَمِ الْمَرْضَى وَالْمَسَاكِينَ.
اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، ولا كَرْبًا إِلاَّ نَفَّسْتَهُ، ولاَ دَيْنًا إلاَّ قضيْتَهُ، وَلاَ حَزِينًا إِلاَّ أَسْعَدْتَهُ، ولاَ خَائِفًا إِلَّا أَمَّنْتَهُ، وَلاَ مُشَرَّدًا إِلَّا آوَيْتَهُ، وَلاَ جَائِعًا إِلَّا أَطْعَمْتَهُ، وَلاَ مَرِيضًا إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ مَيِّتاً إِلاَّ رَحِمْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ احفَظْ دولةَ الإماراتِ مِنَ الفتَنِ مَا ظهَرَ منْهَا ومَا بطَنَ، وأَدِمْ عَلَيها الأَمْنَ والأَمَانَ وَعلَى سَائِرِ بِلاَدِ الْعالمينَ([14]).
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا رَئِيسَ الدولةِ، الشَّيْخ خليفة وَنَائِبَهُ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ.
اللَّهُمَّ اغفِرْ للمسلمينَ والمسلماتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، والشَّيْخ مَكْتُوم، وإخوانَهُمَا شيوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ اشْمَلْ بِعَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ عَلَيْنَا.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا.
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ]وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ[([15])



([1]) الحشر : 18.
([2]) البخاري : 1037.
([3]) مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 1/31.
([4]) متفق عليه .
([5]) مسلم : 2699 .
([6]) مسلم : 2569 .
([7]) البقرة :245.
([8]) انظر صحيح مسلم : 1017.
([9]) النساء : 59.
([10]) متفق عليه.
([11]) الحديد :7.
([12]) الأحزاب : 56 .
([13]) مسلم : 384.
([14]) يكررها الخطيب مرتين.


Friday sermon: Help the Syrian refugees

 

Worshippers will be told of this weekend’s fund-raising push by the Emirates Red Crescent to help those displaced by the civil war in Syria.

“How many families have been separated, women widowed and children orphaned?” the sermon asks.

When people read about or watch footage of the refugees, they live the pain of those who lack comfort and aid.

“People, how would you feel if those you see on television are your family? Look at those people who do not have the day’s food, or warm clothes to protect them from the harsh weather,” the sermon says.

“So be of help to your brothers in distress and Allah will be of your help, have mercy on them for they are away from their homes and Allah will have mercy on you.”

Worshippers will be encouraged to contribute towards feeding the hungry and sheltering those who seek warmth.

If they do, Allah will surely repay them generously, the sermon says.

The Prophet Mohammed urged those with a surplus of goods to donate them to the impoverished.

“O you who have believed, spend from that which We have provided for you before there comes a day in which there is no exchange and no friendship and no intercession,” the Quran says.

Syrians are experiencing tragic circumstances and people must try to help them, the sermon urges.

One of the most pressing needs is winter clothing to protect them from the cold and the snow, with the Red Crescent’s campaign being the official way of donating.


INFOS FOR THOSE WHO WISH TO DONATE 

WARM UP SYRIA CAMPAIGN!
Flea 4 Charity in collaboration with the الهلال الاحمر الاماراتي UAE red crescent& The Studio are setting up a campaign fromTuesday 17th to Monday 23th..
We are collecting:
- Blankets
- Winter Clothes (sweaters, jackets, socks etc.)
- Winter Shoes
(ALL ITEMS MUST BE NEW!!)
Items can be dropped at The Studio Dubai at The Courtyard in Al Quoz everyday from 9 am to 6 pm except for Friday(closed) until MONDAY 23rd December.
Other collection/drop-off
- Jihad M'nasria (The Villa) 0501622716
- Luz Salem Villamil (Garhoud) 0557609260
- Sarah Sherif (Layan & alwaha community / arabian ranches /motor city) 0555566048
- Sajid Ismail (Ajman) 055776 7343
- Alia Loli (Discovery Gardens) 0558324821
- Ahmad Eldessouki (Marina/The Palm) 0502368075
- Hosam Ahmed (Abu Dhabi) 0555731949
- Ruth Gallafant (Jumeirah Village) 0508756166
- Rana Behairy (Diyaffah/Jafiliya) 0507652196
And, we need to find pick up services from collection points to The Studio Dubai & Red Crescent
For cash donations contact the Red Crescent representative Mohamed Kamal on 0504254433.

No comments:

Post a Comment