Thursday, May 23, 2013

YOUR KHUTBAH NOW AVAILABLE


مُرَاقَبَةُ اللَّهِ تَعَالَى
الخُطْبَةُ الأُولَى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ وعلَى مَنْ تبعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدينِ.
ــــــــــــــــــــ
.
أمَّا بَعْدُ: فأُوصِيكُمْ عبادَ اللهِ ونفسِي بتقوَى اللهِ جلَّ وعَلاَ، قالَ تعالَى:] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً[([1])
أيُّهَا المؤمنونَ: خلَقَ اللهُ تعالَى الخلْقَ، وأحاطَ بكُلِّ شيءٍ علماً، فلاَ يَخْفَى عليهِ صغيرٌ وإِنْ دَقَّ، ولاَ كبيرٌ وإِنْ جَلَّ، قالَ تعالَى:] لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ[([2]) وقَدْ أحاطَ عِلْمُ اللهِ تعالَى بِمَا يَجُولُ فِي النَّفْسِ مِنَ الخواطرِ، ويختلِجُ فِي القَلْبِ مِنَ السرائرِ، قالَ عزَّ وجلَّ:] وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ[([3]) فيَا لَهُ مِنْ خَالقٍ عظيمٍ عَالِمٍ بِخَفِيَّاتِ الصُّدُورِ ومَا اشتملَتْ عليهِ، وبِمَا فِي السمواتِ وَالأَرْضِ وَمَا احْتَوَتْ عَلَيْهِ، قالَ سبحانَهُ:] قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[([4]) فحَرِيٌّ بالعبدِ أَنْ يستشعِرَ مُراقبةَ اللهِ تعالَى، وأَنْ يكونَ علَى يقينٍ باطِّلاعِ الملكِ الحقِّ المبينِ، علَى ظاهرِهِ وباطنِهِ، وسرِّهِ وعلانيتِهِ، فيجتهِدَ فِي الطاعاتِ علَى دوامِ الأوقاتِ، ويرتقِيَ فِي  العباداتِ والمعاملاتِ، فمَنْ راقبَ اللهَ الواحدَ الديانَ حقَّقَ الإحسانَ، الذِي عَرَّفَهُ رسولُ اللهِ r بقَولِهِ:« الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»([5]).
عبادَ اللهِ: وتتحقَّقُ المراقبةُ للهِ تعالَى بمعرفةِ صفاتِهِ وأسمائِهِ، قالَ تعالَى:] وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[([6]) ومِنْ أسمائِهِ سبحانَهُ وتعالَى الرقيبُ، قالَ عزَّ وجلَّ:] وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً[([7]) فمَنْ تأمَّلَ فِي اسمِ اللهِ الرقيبِ استقامَتْ جوارِحُهُ وصَلُحَ عملُهُ لأنَّهُ يعْلَمُ أنَّهُ مَا مِنْ قولٍ يلفِظُهُ إلاَّ وهوَ محسوبٌ، قالَ تعالَى:] مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ[([8]) ومَا مِنْ عملٍ يعملُهُ إلاَّ وهوَ مرصودٌ مكتوبٌ، قالَ سبحانَهُ:] وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَاماً كَاتِبِينَ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ[([9]) ومَا مِنْ شأنٍ مِنْ شؤونِهِ إلاَّ واللهُ مُطَّلِعٌ عليهِ، قالَ تعالَى:]وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ[([10]) ومَنْ غفلَ عَنْ مراقبةِ اللهِ تعالَى وخاصةً فِي الخلوةِ عندمَا يكونُ بمفردِهِ ليسِ معَهُ أحدٌ تَجَرَّأَ علَى فِعلِ المعاصِي والْمُنكراتِ، وفرَّطَ فيمَا عندَهُ مِنْ رصيدِ الحسناتِ، فعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ r قَالَ:« لأَعْلَمَنَّ أَقْوَاماً مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضاً فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُوراً». قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ. قَالَ:«أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا»([11]).
أيهَا المسلمونَ: إِنَّ مراقبةَ اللهِ تعالَى تُعْلِي شأْنَ صاحبِهَا فِي الدنيَا، وتجعلُهُ مِنَ الناجينَ فِي الآخرةِ، قَالَ r سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ وذكرَ منْهُمْ: وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ... وذكرَ منْهُمْ: وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ»([12]) فيَا فوزَ مَنْ يستشعِرُ مُراقبةَ اللهِ تعالَى علَى الدوامِ، فيجتهدُ فِي الطاعاتِ سائرَ الأيامِ، ويُبادِرُ بالتَّوبةِ والاستغفارِ مِنْ جميعِ الذنوبِ والآثامِ، فاجتهِدُوا عبادَ اللهِ فِي مُراقبةِ ربِّكُمْ فِي أعمالِكُمْ فِي سرِّكُمْ وعَلاَنيتِكُمْ، وأحسِنُوا إلَى أُسَرِكُمْ، ويَا أيهَا الآباءُ والأمهاتُ اتقُوا اللهَ فِي أبنائِكُمْ وبناتِكُمْ، فلاَ تغفَلُوا عنْهُمْ ولاَ تُقَصِّرُوا فِي حقوقِهِمْ، وأحسِنُوا تربِيَتَهُمْ، ويَا أيهَا المعلمونَ والمعلماتُ راقبُوا اللهَ تعالَى فِي طُلاَّبِكُمْ وطالباتِكُمْ،  فابذلُوا الجهدَ الحقيقِيَّ فِي تعليمِهِمْ، وإعدادِهِمْ ليكونُوا صالحينَ فِي أنفسِهِمْ، نافعينَ لِمُجتمعِهِمْ، أوفياءَ لوطنِهِمْ، ويَا أيهَا الموظفونَ والموظفاتُ راقبُوا اللهَ تعالَى فِي أعمالِكُمْ، واعلمُوا أنَّكُمْ مؤتمنونَ عليهَا، فاجتهدُوا فِي إتقانِهَا، وأنَّكُمْ مسؤولونَ عَنْ واجباتِكُمْ الوظيفيةِ فأحسنُوا أداءَهَا.
نسألُ اللهَ تعالَى أَنْ يجعلَنَا لهُ خاشعينَ، ولأوامِرِهِ خاضعينَ، ولجلالِهِ مُعظِّمِينَ، ولِمَقامِهِ مُراقبينَ، ويهدِيَنَا لعملِ الصالحاتِ، ويُدْخِلَنَا برحمتِهِ الجناتِ، وأَنْ يوَفِّقنَا جميعًا لطاعتِهِ وطاعةِ رسولِه محمدٍ r وطاعةِ مَنْ أمَرَنَا بطاعتِهِ، عملاً بقولِه:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ[
نفعَنِي اللهُ وإياكُمْ بالقرآنِ العظيمِ، وبِسنةِ نبيهِ الكريمِ r أقولُ قولِي هذَا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ، فاستغفِرُوهُ إنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ.

الخُطْبَةُ الثَّانيةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وأَشْهَدُ أنَّ سيِّدَنا محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ الطيبينَ الطاهرينَ وعلَى أصحابِهِ أجمعينَ، والتَّابعينَ لَهُمْ بإحسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أمَّا بعدُ: فاتقُوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ التقوَى، وراقبُوهُ فِي السرِّ والنجوَى، واعلمُوا أنَّ استشعارَ مراقبةِ اللهِ تعالَى يُورِثُ القلبَ نقاءً يُميِّزُ بهِ بينَ الحلالِ والحرامِ، فإِنْ بدَا لَهُ أمرٌ فيهِ رِيبةٌ، عرَضَهُ علَى أهلِ العلمِ الثقاتِ معَ يقظةِ قلبِهِ النقِيِّ، فإِنْ وافقَ الشرعَ أمضَاهُ، وإِنِ ارتابَ فيهِ أمسَكَ عَنْ هوَاهُ، قَالَ أبُو ثعلبةَ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِمَا يَحِلُّ لِي وَيُحَرَّمُ عَلَىَّ... فَقَالَ :« الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَالإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ»([13]).
هذَا وصلُّوا وسلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بالصلاةِ والسلامِ عليهِ، قَالَ  تَعَالَى:]إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[([14])
وقالَ رَسُولُ اللَّهِ rمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»([15])
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا ونبيِّنَا مُحَمَّدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وعَنْ سائرِ الصحابِةِ الأكرمينَ، وعَنِ التابعينَ ومَنْ تبعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدينِ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، اللَّهُمَّ إنَّا نسألُكَ الجنةَ لنَا ولوالدينَا، ولِمَنْ لهُ حقٌّ علينَا، وللمسلمينَ أجمعينَ.
اللَّهُمَّ وفِّقْنَا للأعمالِ الصالحاتِ، وترْكِ المنكراتِ، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِى قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى. اللَّهُمَّ أَرِنَا الْحَقَّ حَقًّا وارزُقْنَا اتِّبَاعَهُ، وَأَرِنَا الْبَاطِلَ بَاطِلاً وارزُقْنَا اجْتِنَابَهُ، اللَّهُمَّ أصْلِحْ لَنِا نياتِنَا، وبارِكْ لَنَا فِي أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا، وَاجْعَلْهم قُرَّةَ أَعْيُنٍ لنَا، واجعَلِ التوفيقَ حليفَنَا، وارفَعْ لنَا درجاتِنَا، وزِدْ فِي حسناتِنَا، وكَفِّرْ عنَّا سيئاتِنَا، وتوَفَّنَا معَ الأبرارِ، اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، ولاَ دَيْنًا إلاَّ قضيْتَهُ، وَلاَ مريضًا إلاَّ شفيْتَهُ،  ولاَ مَيِّتاً إلاَّ رحمتَهُ، وَلاَ حَاجَةً إِلاَّ قَضَيْتَهَا ويسَّرْتَهَا يَا ربَّ العالمينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا رَئِيسَ الدولةِ، الشَّيْخ خليفة وَنَائِبَهُ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ. اللَّهُمَّ اغفِرْ للمسلمينَ والمسلماتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، والشَّيْخ مَكْتُوم، وإخوانَهُمَا شيوخَ الإماراتِ الذينَ انتقلُوا إلَى رحمتِكَ، اللَّهُمَّ اشْمَلْ بعفوِكَ وغفرانِكَ ورحمتِكَ آباءَنَا وأمهاتِنَا وجميعَ أرحامِنَا ومَنْ كانَ لهُ فضلٌ علينَا. اللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَى دولةِ الإماراتِ الأَمْنَ والأَمَانَ وَعلَى سَائِرِ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ. اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ]وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ[([16]).


([1]) النساء:1.
([2]) سبأ :3.
([3]) ق:16.
([4]) آل عمران:29.
([5]) متفق عليه.
([6]) الأعراف:180.
([7]) الأحزاب :52.
([8]) ق :18.
([9]) الانفطار :10 - 12.
([10]) يونس :61.
([11]) ابن ماجه : 4245.
([12]) متفق عليه .
([13]) أحمد : 18215.
([14]) الأحزاب : 56 .
([15]) مسلم : 384.
([16]) العنكبوت :45.


                                       خطبہ کا  موضوع   ھے /  مُرَاقَبَةُ اللَّهِ تَعَالَى ((  اللہ تعالی کے نگرانی کا احساس  ))

                           مسلمان بھائیو !  میں اپنے نفس کو اور آپ حضرات کو اللہ تعالی سے ڈرنے کی وصیت کرتا ھوں ارشاد خداوندی ھے:] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً[  النساء:1 ترجمہ /  اے لوگو !  اپنے رب سے ڈرو جس نے تمہیں ایک جان سے پیدا کیا اور اس جان سے اسکا جوڑا پیدا بنایا اور اور دونوں سے بہت سے مرد اور عورتین پھیلادیں ،  اس اللہ سے ڈرو جسکا واسطہ دیکر تم ایک دوسرے سے اپنا حق مانگتے ھو اور رشتہ داری کے تعلقات کو بگاڑنے سے بھی بچو ،  بیشک اللہ تم  پر نگرانی کررھا ھے ))                          اللہ تعالی نے ساری مخلوق کو پیدا فرمایا اور سب پر انکا علم حاوی ھے ان سے نہ کوئی باریک سے باریک چیز اور نہ کوئی بڑی چیز پوشیدہ ھے :] لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ[ سبأ 3 ترجمہ /  اس سے آسمانوں اور زمین کی کوئی چیز ذرہ کے برابر بھی غائب نہیں اور نہ ذرہ سے چھوٹی اور نہ بڑی کوئی بھی ایسی چیز نہیں جو لوح محفوظ میں نہ ھو  )
                                    اللہ جل شانہ کا علم ھرجاندار کے دل میں آنیوالے باتوں اور چپھے ھوئے رازوں پر حاوی ھے :] وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ[   ق:16 ترجمہ /  اور ھم جانتے ھیں جو وسوسہ اس کے دل میں گزرتا ھے اور ھم اس سے اسکی رگ گردن سے بھی زیادہ قریب ھیں )        
                                کتنی بڑی شان والے خالق ھیں جو سینوں کے اندر خیالات سے اور آسمان وزمین اور ان کے درمیان میں جو کچھـ  ھیں سب سے آگاہ ھیں  :] قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[( آل عمران:29. ترجمہ /  تو کہہ دو اگر تم اپنے دل کی بات چھپاؤ یا ظاھر کرو اسے اللہ جانتا ھے اور جو کچھـ آسمانوں اور جو کچھـ زمین میں ھے اسے جانتا ھے اور اللہ ھر چیز پر قادر ھے )   
                                بندہ کیلئے چاھئے کہ وہ اللہ تعالی کے نگرانی کا تصورکرتا رھے اور یہ کہ اللہ جو حق بادشاہ ھیں اسکے ظاھر و باطن اور اسکی راز والی اور کھلی باتوں سے باخبر ھیں اور ھر وقت بندگی میں اور عبادات و معاملات میں ترقی  کرنے کی کوشش جاری رکھے ، کیونکہ جو اللہ تعالی کے نگرانی کا احساس کرے وہ درجہ احسان کو حاصل کرتا ھے  جسکی وضاحت رسول اکرم r نے فرمائی ھے کہ ((  احسان یہ ھے کہ تم اللہ کی بندگی اسطرح کرو گویا کہ تم اسکو دیکھـ  رھے ھو  پھر اگر دیکھنے کا تصورنہ کرسکو تو یہ تصور کرلو کہ وہ  تمہیں دیکھـ  رھا ھے  ))  متفق عليه                                                                              مراقبہ کی صفت اللہ تعالی کے صفات و اسمائے حسنی کے جاننے سے ھوتی ھے  :] وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [ الأعراف:180. اور سب اچھے نام اللہ ھی کیلئے ھیں تو اسے انہی ناموں سے پکارو )  اللہ تعالی کے پیارے ناموں میں سے ایک رقیب کا نام ھے :] وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً [ الأحزاب :52.        ترجمہ /  اور اللہ ھر ایک چیز پر نگران ھے )                                                                                  جو شخص اللہ تعالی کے نام رقیب میں غور کرے تو اس کے اعضاء سدھر جاتے ھیں اور اسکا عمل ٹھیک ھوجاتا ھے کیونکہ اسے یقین ھوجاتا ھے کہ میں جو بھی لفظ  منہ سے نکالوں گا اسکا حساب لیا جائیگا :] مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ ق :18 ترجمہ /  وہ منہ سے کوئی بات نہیں نکالتا مگر اس کے پاس ایک ھوشیار محافظ ھوتا ھے  )
                            روزقیامت ھر عمل لکھا ھوا اور معلوم ھوگا ] وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَاماً كَاتِبِينَ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ[ الانفطار:10 ترجمہ / اور بیشک تم پر محافظ ھیں عزت والے اعمال لکھنے والے وہ جانتے ھیں جو تم کرتے ھو  ) 
                         کوئی بھی کام بندے کا ایسا نہیں جس سے اللہ تعالی آگاہ نہ ھو :]وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ [ يونس :61.    ترجمہ /  اور تم جس حال میں ھوتے ھو یا قرآن میں سے کچھـ پڑھتے ھو یا تم لوگ کوئی کام کرتے ھو تو ھم وھاں موجود ھوتے ھیں جب تم اس میں مصروف ھوتے ھو )
                     جو شخص اللہ تعالی کے نگرانی کے احساس سے غافل ھوگا خاصکر جب وہ اکیلا ھو تو وہ گناھوں اور برائیوں پر دلیر ھوگا اور اپنی نیکیوں کے ذخیرہ کو ضائع کرنیوالا ھوگا چنانچہ حضرت ثوبان رضی اللہ عنہ سے روایت ھے کہ نبی اکرم r نے فرمایا جسکا مفھوم ھے کہ ((  میں بالکل میری امت کے ان لوگوں کو پہچان لوں گا جو قیامت کے دن تہامہ کے سفید پہاڑوں کیطرح نیکیاں لیکر آئیں گے تو اللہ تعالی انکو بکھرے ھوئے غبار کیطرح بنائیں گے ( یعنی نامنظور فرمائیں گے ))  ثوبان نے عرض کیا کہ اے رسول اللہ !  آپ ھمیں وہ لوگ بتادیں انکی وضاحت فرمائیں تاکہ بے خبری میں ھم ان میں سے نہ ھوجائیں تو آنحضرت r نے فرمایا کہ  ((  جان لو کہ وہ تمہارے بھائی ھیں اور تمہاری جنس میں سے ھیں اور رات کو عبادت کا حصہ بھی لیتے ھیں جیساکہ تم لیتے ھو لیکن وہ ایسے لوگ ھیں کہ جب وہ اللہ کے حرام شدہ کاموں کیلئے خالی جگہ میں علیحدہ ھوجاتے ھیں تو انکو پامال کرجاتے ھیں  )) ابن ماجه : 4245.                                                                   اللہ تعالی کی نگرانی کا احساس آدمی کی شان کو بلند کرتا ھے اور آخرت میں اسکو نجات دینے والا ھے رسول اکرم r کے حدیث کا مفھوم ھے کہ ((  سات ایسے لوگ ھیں جنکو اللہ تعالی اپنے سایہ میں جگہ عطا فرمائیں گے جس دن انکے سایہ کے بغیر دوسرا سایہ نہ ھوگا  ))  اور ان میں سے ذکر فرمایا  ((  اور وہ شخص جسے خوبصورت اور منصب والی عورت بدکاری کی دعوت دیدے اور وہ شخص کہے کہ : میں تو اللہ سے ڈرتا ھوں ۔۔۔))  اور ایک ذکر فرمایا ((  اور وہ شخص جو گوشہ نشین ھوکر اللہ تعالی کا ذکر کرے اور اسکی آنکھوں سے آنسو بہہ جائے ))   متفق عليه                                                                             بڑی کامیابی ھے اس آدمی کیلئے جو ھمیشہ اللہ تعالی کے حضور کا تصور رکھے اور فرمانبرداری میں کوشش کرے اور گناھوں سے توبہ استغفار میں جلدی کرے اور پوشیدہ اور کھلی جگہوں میں اپنے رب کا خیال رکھے ،                                                                                                          ماں باپ سے یہ درخواست ھے کہ وہ اپنے بچوں کے متعلق اللہ سے ڈریں اور ان سے غافل نہ ھوجائیں اور اور انکے حقوق میں کوتاھی نہ کرے اور انکی اچھی تربیت کریں ، اور اساتذہ حضرات سے درخواست ھے کہ وہ اپنے شاگردوں کے متعلق اللہ تعالی کی نگرانی کا خیال رکھیں اور انکی تعلیم و تربیت میں خوب کوشش کریں اور انکو اپنے لئے اور وطن کیلئے وفادار نفع مند بنانے کی کوشش کریں ، اور نوکر حضرات سے یہ درخواست ھے کہ وہ اپنے ڈیوٹی میں اللہ تعالی کی نگرانی کا احساس کریں اور یہ جان لینا چاھئے کہ ڈیوٹی ان کے پاس امانت ھے اور بخوبی اپنے ذمہ داریوں اور واجبات کو سرانجام کرنا چاھئے ،    
                            اللہ تعالی ھمیں عاجزی کیساتھـ اپنے اوامر کے فرمانبرداری ، اور انکے حق کی تعظیم اور انکی نگرانی کا احساس عطا فرمائیں اور ھمیں اپنی اطاعت اور اپنے نبی r کی اطاعت اور سرپرستوں کی اطاعت نصیب فرمائیں جیسا کہ ارشاد خداوندی:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ  آمَنُوا  أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ[  النساء 59./ اے ایمان والو !  فرمانبرداری کرو اللہ تعالی کی اور فرمانبرداری کرو رسول  rکی اور تم میں اختیار والوں کی ،
                                                               دوسرے خطبہ کا مضمون
                               اللہ تعالی سے جیساکہ حق ھے ڈریں اور خفیہ اور ظاھر میں انکے اوامر کا خیال رکھیں اور یہ جان لیں کہ اللہ تعالی کے نگرانی کا احساس دل میں پاکیزگی لے آتا ھے جس سے حلال و حرام کے درمیان پہچان ھوسکے ،  اور اگر اسے کوئی امر پیش آئے جسمیں شک ھو تو اسے با اعتماد علماء کے سامنے پیش کرے  پھر اگر وہ شریعت کیمطابق ھو تو توکل کرے اور اگر اسمیں شک رھے تو اپنی خواھش پر کنٹرول کرکے رک جائے ، حضرت ابو ثعلبہ رضی اللہ عنہ  نے عرض کیا کہ : اے اللہ کے پیغمبر !  مجھے بتائیں کہ میرے لئے کیا حلال ھے اور کیا حرام ھے ۔۔۔۔۔ تو آنحضرت r نے فرمایا کہ (( نیکی وہ ھے کہ جس سے طبیعت کو سکون ملے اور دل کو تسلی ھوجائے اور گناہ وہ ھے جس سے طبیعت کو سکون نہ ملے اور دل کو تسلی نہ ھو اگر چہ تمہیں فتوی والے فتوی کیوں نہ دیں ))  أحمد : 18215.        
         
                                                                      دعـاء  
                                            پروردگار عالم  !  خلفائے راشدین سے اور سارے صحابہ اور تابعین سے اور ھمارے استاذوں  سے اور ھمارے ما ں با پ اور آباء واجداد  سے اور ھم  سب سے راضی ھو جائیں ،  ھم آپ سے ھر وہ خیر چاھتے ھیں جو ابھی موجود ھو یا آئندہ  آنیوالا ھو ، ھمیں معلوم ھو یا نہ ھو ، اور ھر اس شر  سے آپ  کی  پناہ چاھتے ھیں  جو ابھی  موجود ھو یا  آئندہ  آنیوالا ھو ھمیں معلوم ھو یا نہ ھو ، اور ھم آپ سے جنت  جاھتے  ھیں اور ھر وہ عمل جو ھمیں جنت کی طرف قریب کردے اور آپ کی پناہ چاھتے ھیں جھنم کی آگ سے اور ھر اس عمل  سے جو ھمیں اس کی  طرف  قریب کر دے ، ھم  آپ  سے ھر وہ خیر ما نگتے  ھیں جسکو حضرت محـمــد r نے مانگ لیا تھا ، اور ھر اس شر سے آپ کی پناہ مانگتے ھیں جس سے حضرت محـمــد r نے پناہ  مانگ لیا تھا  ، اورھمارا خاتمہ سعادت کیساتھـ  فرما ئیں ، اورھمیشہ عافیت کا معاملہ فرما ئیں ، اور ھمارے عیبوں کی اصلاح فرما ئیں  ،  پروردگار  !  مسلمان  مردوں  اور  عورتوں کی بخشش فرمائیں ،  
                                  اللہ تعالی   شیخ زاید  اور  شیخ مکتوم پر رحم فرمائیں ، اور ان کے بھائی امارات کے حکمرانوں پر بھی  جو آپ کی طرف منتقل ھو چکے ھیں ، اور انکو بھترین  مقام عطافرمائیں ، ان پر رحمتیں اور برکتیں نازل فرمائیں ،
 اللہ تعالی  صدر مملکت  شیخ خلیفہ بن زاید  کو اور ان کے نائب کو آپ کی رضا والے اعمال کی توفیق عطا فرمائیں اور ان کے بھائی امارات کے حکمرانوں کی اور ان کے قائم مقام کی نصرت فرمائیں  ، اور ھمارے اس ملک کو اور سارے مسلمان ملکوں کو امن و امان کی نعمت سے نوازیں --- آمین
                                  نبی اکرم r کے ارشاد کا مفھوم ھے کہ ( جو شخص میرے اوپر ایک مرتبہ درود بھیجے اس کے بدلے اللہ تعالی اسپر دس مرتبہ رحمت بھیجتے ھیں اور اللہ جل شانہ نے درود و سلام کا حکم فرمایا ھے جسکی شروع انہوں نے بذات  خود فرمائی اور فرشتوں نے تعمیل کی ارشاد ھے
سبحان اللہ و بحمد ه  و صلى الله و سلم و بارك على سيد نا محـــمـــد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين عدد خلقه و رضى نفسه و  زنة عرشه  و مد اد كلماته  دائماً
                                                                                                       

                                                           

No comments:

Post a Comment