Thursday, February 20, 2014

Forgiveness, pardoning others and obedience to God are qualities of the pious



     مِنْ صِفَاتِ الْمُتَّقِينَ

      الْخُطْبَةُ الأُولَى

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَ الْمُتَّقِينَ مِنْ أَهْلِ الإِيمَانِ، وَوَصَفَهُمْ بِالْبَذْلِ وَالإِحْسَانِ، وَكَظْمِ الْغَيْظِ وَالْعَفْوِ عَنِ الإِنْسَانِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، خَيْرُ مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَأَكْرَمُ النَّاسِ خَلْقًا وَخُلُقًا، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، قَالَ تَعَالَى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لاَ يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ"[1].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَقَدْ وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى عِبَادَهُ الْمُتَّقِينَ بِأَحَبِّ الصِّفَاتِ، وَحَلاَّهُمْ بِجَمِيلِ النُّعُوتِ وَالسِّمَاتِ، يُسَارِعُونَ إِلَى الْخَيْرَاتِ، وَيَتَنَافَسُونَ لِنَيْلِ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ، فَخَيْرُهُمْ مَوْصُولٌ فِي كُلِّ الأَحْوَالِ، وَعَطَاؤُهُمْ لاَ يَتَوَقَّفُ عَلَى السُّؤَالِ، بَذْلُ النَّدَى وَكَفُّ الأَذَى لِسَانُ حَالِهِمْ، وَالْعَفْوُ وَالرَّحْمَةُ لِكُلِّ النَّاسِ شِعَارُهُمْ، وَالصَّبْرُ عَلَى الأَذَى وَكَظْمُ الْغَيْظِ دِثَارُهُمْ، مُلاَزِمُونَ لِلتَّوْبَةِ، أَوَّابُونَ مِنْ كُلِّ حَوْبِةٍ، يَسْتَحْضِرُونَ دَوْمًا الذِّكْرَ وَالاِسْتِغْفَارَ، وَيُقْلِعُونَ عَنِ الْمَعَاصِي مِنْ غَيْرِ تَمَادٍ وَلاَ إِصْرَارٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي وَصْفِهِمْ:( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)([2])
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: لَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الآيَاتِ السَّابِقَةِ الصِّفَاتِ الْجَلِيلَةَ لِعِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ؛ الَّتِي يَتَحَلَّوْنَ بِهَا، فَمِنْهَا صِفَةُ السَّخَاءِ وَالْبَذْلِ وَالْعَطَاءِ، قَالَ سُبْحَانَهُ:" الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ" قَالَ الْعُلُمَاءُ[3]: أَيْ فِي حَالِ الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ، وَالصِّحَةِ وَالْمَرَضِ، سَوَاءٌ فِي ذَلِكَ مَا أَنْفَقَهُ الْمَرْءُ فِي حَيَاتِهِ، أَوْ مَا أَوْصَى بِهِ بَعْدَ مَمَاتِهِ، فَهُمْ يُنْفِقُونَ فِي كُلِّ أَحَايِينِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ، فَصَدَقَاتُهُمْ جَارِيَةٌ، وَآثَارُ عَطَائِهِمْ فِي النَّاسِ سَارِيَةٌ، لاَ يَمْنَعُهُمْ مِنَ الْبَذْلِ هَوَى النَّفْسِ أَوِ الْخَوفُ مِنَ الْفَقْرِ، وَإِنَّمَا دَأْبُهُمُ الْعَطَاءُ وَالْجُودُ، وَنَيْلُ رِضَا اللَّهِ تَعَالَى الْمَعْبُودِ، وَنَفْعُ النَّاسِ وَإِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِينَ، وَمُسَاعَدَةُ الْفُقَرَاءِ وَالْمُحْتَاجِينَ.
عِبَادَ اللَّهِ: وَمِمَّا وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ عِبَادَهُ الْمُتَّقِينَ؛ كَظْمُ الْغَيْظِ، قَالَ تَعَالَى:" وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ" وَكَظْمُ الْغَيْظِ هُوَ حَبْسُهُ فِي النَّفْسِ وَمَنْعُهُ مِنَ السَّيْطَرَةِ عَلَى الْجَوَارِحِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:« لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ»[4] وَذَلِكَ هُوَ مُنْتَهَى الْحِلْمِ وَالْكَرَمِ، وَغَايَةٌ فِي تَحَمُّلِ الأَلَمِ وَالتَّغَاضِي عَنِ اللَّمَمِ، كُلُّ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَالْفَوْزِ بِمَا أَعَدَّهُ لِلصَّابِرِينَ، الَّذِينَ يَتَحَمَّلُونَ أَذَى غَيْرِهِمْ، وَيُقَابِلُونَهُ بِالْعَفْوِ وَالإِحْسَانِ وَفِعْلِ الْخَيْرِ لَهُمْ، فَالاِسْتِسْلاَمُ لِلْغَيْظِ وَالْغَضَبِ يُخِلُّ بِمُرُوءَةِ الْمُتَّقِينَ.
وَإِذَا غَضِبْتَ فَكُنْ وَقُورًا كَاظِمًا    لِلْغَيْظِ تُبْصِرُ مَا تَقُولُ وَتَسْمَعُ
فَكَفَى بِهِ شَرَفًا تَصَبُّرُ سَاعَةٍ          يَرْضَى بِهَا عَنْكَ الْإِلَهُ وَيَرْفَعُ
فَإِذَا غَضِبْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ فَاكْظِمْ غَيْظَكَ، وَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ يَذْهَبْ عَنْكَ مَا تَجِدُهُ مِنَ الْغَضَبِ، قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ رضي الله عنه: اسْتَبَّ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ r وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ مُغْضَبًا، قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ r : إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ([5]). وَإِنْ كُنْتَ قَائِمًا فَاجْلِسْ حَتَّى يَذْهَبَ غَضَبُكَ، قَالَ النَّبِيُّ r : لاَ تَسْتَابَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، فَإِنْ سَبَّكَ أَحَدٌ فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَإِنْ كُنْتَ قَائِمًا فَاجْلِسْ([6]).
وَكَظْمُ الْغَيْظِ وَالْعَفْوُ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ ثَوَابُهُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى عَظِيمٌ، قَالَ النَّبِيُّ r مَنْ كَظَمَ غَيْظاً -وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ- دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ مَا شَاءَ»[7].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَثَمَرَةُ كَظْمِ الْغَيْظِ الْعَفْوُ عَنِ النَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَهُوَ مِنَ الصِّفَاتِ الْكَرِيمَةِ لِلْمُتَّقِينَ، قَالَ تَعَالَى:" وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ"
قَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ[8]: الْعَفْوُ عَنِ النَّاسِ أَفْضَلُ أَنْوَاعِ فِعْلِ الْخَيْرَاتِ، إِذْ هُوَ صَفْحٌ عَنِ الزَّلاَّتِ، وَتَجَاوُزٌ عَنِ السَّيِّئَاتِ، كَرَمًا وَفَضْلاً، وَهُوَ مِنَ الإِحْسَانِ إِلَى الْخَلْقِ، وَلِذَلِكَ وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى الْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ بِالْمُحْسِنِينَ، وَبَشَّرَهُمْ بِمَحَبَّتِهِ لَهُمْ، قَالَ جَلَّ فِي عُلاَهُ:" وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" وَانْظُرْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r كَيْفَ عَفَا عَمَّنْ أَسَاءَ الأَدَبَ مَعَهُ، بَلْ وَأَحَسَنَ إِلَيْهِ r وَأَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِىٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِىٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللَّهِ r قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ r ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ([9]).
فَمَا أَعْظَمَ خُلُقَ الْعَفْوِ وَأَكْرَمَهُ، وَمَا أَجْدَرَنَا أَنْ نَتَخَلَّقَ بِهِ مَعَ زَوْجَاتِنَا وَأَبْنَائِنَا وَأَرْحَامِنَا وَجِيرَانِنَا، وَمَعَ كُلِّ مَنْ حَوْلَنَا لِنَحْظَى بِشَرَفِ النِّسْبَةِ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يَعْفُونَ عَنْ عِبَادِ اللَّهِ أَجْمَعِينَ.
 عِبَادَ اللَّهِ: وَمِمَّا خَصَّ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ عِبَادَهُ الْمُتَّقِينَ مِنَ الأَوْصَافِ، مُلاَزَمَةُ الذِّكْرِ وَالاِسْتِغْفَارِ، قَالَ تَعَالَى:" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ" أَيِ الَّذِينَ إِذَا ارْتَكَبُوا مَعْصِيَةً مِنَ الْمَعَاصِي تَذَكَّرُوا جَلاَلَ اللَّهِ تَعَالَى وَعَظَمَتَهُ، فَأَقْلَعُوا عَنْ ذُنُوبِهِمْ، وَتَابُوا إِلَى رَبِّهِمْ، وَطَلَبُوا الْعَفْوَ عَمَّا صَدَرَ مِنْهُمْ، وَهَذَا هُوَ حَالُ الْمُتَّقِينَ، كَمَا وَصَفَهُمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ، مُلاَزِمِينَ لِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى، غَيْرَ غَافِلِينَ عَنْ عَظَمَتِهِ، حَتَّى وَإِنْ تَلَبَّسُوا بِبَعْضِ الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ، اسْتَحْضَرُوا جَلاَلَ اللَّهِ تَعَالَى عَلاَّمِ الْغُيُوبِ، لأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ، أَنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ رَبُّ الْعَالَمِينَ.
فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَكَ بِالْغَيْبِ، وَوَفِّقْنَا دَوْمًا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ r وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ, عَمَلاً بِقَوْلِكَ:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ[([10])
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صلى الله عليه وسلم
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

الْخُطْبَةُ الثَّانيةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ حَقَّ تَقْوَاهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَعَدَّ لِلْمُتَّقِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، قَالَ تَعَالَى:" إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ"[11]
فجَنَّاتُ النَّعِيمِ هِيَ دَارُ الْمُتَّقِينَ، تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُهَا، وَيُسِلِّمُ عَلَيْهِمْ خَزَنَتُهَا، وَتَطِيبُ لَهُمْ أَرْجَاؤُهَا، وَيَنْعَمُونَ خَالِدِينَ فِيهَا، جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، قَالَ تَعَالَى:( وَسِيقَ الَذينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ* وَقَالُوا الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ)[12]
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ  تَعَالَى:]إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[([13]) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ rمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»([14])
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابِةِ الأَكْرَمِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ وَعلَى سَائِرِ بِلاَدِ الْعَالَمِينَ([15]).
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا.
اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ دَيْنًا إِلاَّ قَضَيْتَهُ، وَلاَ مَرِيضًا إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ مَيِّتًا إِلاَّ رَحِمْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحْةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ.
اللَّهُمَّ اغفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَإِخْوَانَهُمَا شُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ اشْمَلْ بِعَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا.
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ] وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ[([16])


Forgiveness, pardoning others and obedience to God are qualities of the pious


Goodness, kindness and piety are the themes of this week’s sermon. People of faith are pious and they are favoured, the sermon reads.
“O mankind, fear your Lord and fear a Day when no father will avail his son, nor will a son avail his father at all. Indeed, the promise of Allah is truth, so let not the worldly life delude you and be not deceived about Allah by the Deceiver.” [31:33]
The characteristics of the pious are those who prevent themselves from hurting others, hold their anger and pardon others when they are able to.
“Oh people, the fruit of pardoning others and handling anger is one of the great characteristics of the pious,” the sermon reads.
Another characteristic, the sermon reads, is to seek forgiveness.
“And those who, when they commit an immorality or wrong themselves [by transgression], remember Allah and seek forgiveness for their sins – and who can forgive sins except Allah? – and [who] do not persist in what they have done while they know.” [3:135]
The verse means that those who have sinned remember Allah’s greatness and ask for forgiveness, those are the pious, the sermon read.
Being pious also means to be obedient to Allah, the Prophet Mohammed and guardians.
“O you who have believed, obey Allah and obey the Messenger and those in authority among you.” [4:59



No comments:

Post a Comment