Thursday, March 20, 2014

khutbah dear Readers



وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً

      الْخُطْبَةُ الأُولَى

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الأَحَدِ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وصَّى بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً، وَأَمَرَ بِبِرِّهِمَا شُكْرًا وَتَقْدِيرًا وَعِرْفَانًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، مَنْبَعُ الرَّحْمَةِ، وَهَادِي الْبَشَرِيَّةِ إِلَى سَعَادَةِ الدَّارَيْنِ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلاَ، قَالَ تَعَالَى:] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[([1])
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَقَدْ عَلَّمَنَا دِينُنَا الْحَنِيفُ أَنْ نُحْسِنَ إِلَى مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْنَا، وَنُكَافِئَهُ بِأَفْضَلِ مِمَّا لَدَيْنَا، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:] هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ[([2]) وَفَضْلُ الْوَالِدَيْنِ عَلَيْنَا عَظِيمٌ وَخَيْرُهُمَا عَمِيمٌ، فَالْوَالِدَانِ هُمَا سَبَبُ وُجُودِ الإِنْسَانِ، وَبِرِعَايَتِهِمَا اشْتَدَّ عُودُهُ، وَقَوِيَ عَضُدُهُ، وَصَارَ فَرْدًا نَافِعًا، فَهُمَا عَطَاءٌ مِنَ الْمَنَّانِ، وَرَمْزٌ لِلدِّفْءِ وَالْحَنَانِ، وَطَرِيقُ الْعَبْدِ إِلَى الْجِنَانِ، وَبِرُّهُمَا أَمْرٌ قَضَاهُ الرَّحْمَنُ، قَالَ تَعَالَى:( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)([3])
وَهُو عَهْدٌ وَمِيثَاقٌ، أَخَذَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْعِبَادِ، قَالَ تَعَالَى:( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)([4]) وَقَدْ قَرَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِطَاعَتِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ:( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)([5])
فَالْوَالِدَانِ أَوْلَى الْبَرِيَّةِ بِالْمَحَبَّةِ، وَخَيْرُ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ، فَقَدْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ:« أُمُّكَ». قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:« ثُمَّ أُمُّكَ». قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ :«ثُمَّ أُمُّكَ». قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:« ثُمَّ أَبُوكَ»([6]). نَعَمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُ، فَمَنْ يَكُونُ أَوْلَى بِالْمَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ وَالْبِرِّ وَالطَّاعَةِ، مِنْ أُمِّكَ الشَّفِيقَةِ، الرَّحِيمَةِ الرَّفِيقَةِ، الَّتِي تَحَمَّلَتْ أَشَدَّ أَصْنَافِ الآلاَمِ مُدَّةَ حَمْلِكَ، وَقَاسَتْ كَثِيرًا عِنْدَ وَضْعِكَ، حَمَلَتْكَ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ]وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً [([7])
أَضْعَفْتَ قُوَّتَهَا، وَتَسَبَّبْتَ فِي وَهَنِهَا، أَرْضَعَتْكَ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ، وَتَنَازَلَتْ مِنْ أَجْلِكَ عَنْ رَاحَتِهَا، تَسْهَرُ عَلَى نَظَافَتِكَ وَالْعِنَايَةِ بِكَ، لاَ تَنَامُ مِنْ أَجْلِ مَرَضِكَ، وَرُبَّمَا تَأَلَّمَتْ أَكْثَرَ مِنْكَ، هَذَا هُوَ شَأْنُ الأُمِّ وَحَالُهَا مَعَ الْوَلَدِ، فَالْزَمْ بِرَّهَا، فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ قَدَمَيْهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r نِمْتُ فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ يَقْرَأُ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ». فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ rكَذَاكَ الْبِرُّ، كَذَاكَ الْبِرُّ». وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ([8]).
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: إِنِّي لاَ أَعْلَمُ عَمَلاً أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بِرِّ الْوَالِدَةِ([9]).
أَمَّا الأَبُ فَقَدْ فَرِحَ بِمَجِيئِكَ وَسَعَى جَاهِدًا لإِسْعَادِكَ، وَكَدَّ وَتَعِبَ مِنْ أَجْلِكَ، فَأَحْسَنَ إِلَيْكَ فِي سِنِّ ضَعْفِكَ، وَأَنْفَقَ عَلَيْكَ مِنْ نَفَائِسِ أَمْوَالِهِ، وَبَذَلَ الْوَقَتَ وَالْجُهْدَ مِنْ أَجْلِ تَرْبِيَتِكَ وَتَوْجِيهِكَ، فَلِلأَبِ مَنْزِلَةٌ مَنْ سَلَكَهَا نَالَ الْحُبُورَ وَأَتَاهُ الْهَنَاءُ وَالسُّرُورُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَحَافِظْ عَلَى وَالِدَيْكَ أَوِ اتْرُكْ»([10]) عِبَادَ اللَّهِ: لَقَدْ كَانَ لِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ فِي حَيَاةِ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ شَأْنٌ عَظِيمٌ، فَهَذَا سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَدْ بَلَغَ فِي الْبِرِّ غَايَتَهُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَصِفُ حَالَهُ مَعَ أَبِيهِ:" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِياًّ* إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِياًّ* يَا أَبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِياًّ* يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِياًّ[11]"
وَيَصِفُ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ لَنَا بِرَّ سَيِّدِنَا يَحْيَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِوَالِدَيْهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:( وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا)[12] وَقَدْ خَلَّدَ لَنَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ بِرَّ سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِأُمِّهِ الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ الْعَفِيفَةِ، فَقَالَ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ:( وَبَرًّا
بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا)[13]
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ يَكُونُ بِطَاعَتِهِمَا وَشُكْرِهِمَا، فَمَنْ شَكَرَ وَالِدَيْهِ فَقَدْ شَكَرَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ، قَالَ تَعَالَى:( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)([14]) قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: مَنْ دَعَا لِوَالِدَيْهِ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ فَقَدْ شَكَرَهُمَا([15]). وَيَكُونُ بِبَذْلِ الْمَعْرُوفِ لَهُمَا وَالإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَالْمَالِ، فَنُخَاطِبُهُمَا بِاللِّينِ وَاللُّطْفِ وَالْقَوْلِ الْكَرِيمِ وَالْعِبَارَةِ الْحَسَنَةِ، وَلاَ نَسْتَخِدِمُ أَيَّةَ كَلِمَةٍ تُؤْذِي شُعُورَهُمَا أَوْ تُخِلُّ بِحُسْنِ الْمَوَدَّةِ لَهُمَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:] فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً[([16]) وَنَكُونُ فِي خِدْمَتِهِمَا وَقَضَاءِ حَوَائِجِهِمَا وَنَقُومُ عَلَى شُؤُونِهِمَا وَتَيْسِيرِ أُمُورِهِمَا، وَنُنْفِقُ عَلَيْهِمَا بِنَفْسٍ طَيِّبَةٍ وَقَلْبٍ رَاضٍ وَصَدْرٍ مُنْشَرِحٍ، وَمَهْمَا قَدَّمْنَا لِلْوَالِدَيْنِ فَلَنْ نُوَفِّيَهُمَا حَقَّهُمَا، قَالَ r :« لاَ يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدًا إِلاَّ أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ»([17]) وَبِرُّهُمَا عِنْدَ كِبَرِهِمَا وَضَعْفِهِمَا سَبَبٌ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ، فَمَنْ قَصَّرَ فِي ذَلِكَ فَاتَهُ دُخُولُ الْجَنَّةِ وَأَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَهُ([18])  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:« رَغِمَ أَنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ». قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ :« مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ»([19]). وَلاَ يَتَوَقَّفُ الْبِرُّ بِالْوَالِدَيْنِ عَلَى الْحَيَاةِ، بَلْ يَتَعَدَّاهُ إِلَى مَا بَعْدَ الْمَمَاتِ، فَنَدْعُو لَهُمَا بِالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ، وَنُنْفِذُ عَهْدَهُمَا، وَنَصِلُ أَرْحَامَهُمَا، وَنُكْرِمُ أَصْدِقَاءَهُمَا، فَقَدْ قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَقِىَ مِنْ بِرِّ أَبَوَىَّ شَىْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ:« نَعَمْ الصَّلاَةُ عَلَيْهِمَا، وَالاِسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لاَ تُوصَلُ إِلاَّ بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا»([20]).
فَاللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الْبِرَّ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، وَاجْعَلْنَا حَافِظِينَ لِوُدِّهِمْ، حَرِيصِينَ عَلَى مَرْضَاتِهِمْ وَإِسْعَادِهِمْ، وَوَفِّقْنَا جَمِيعًا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ r وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ, عَمَلاً بِقَوْلِكَ:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ[([21])
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صلى الله عليه وسلم
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ حَقَّ التَّقْوَى، وَرَاقِبُوهُ فِي السِّرِّ وَالنَّجْوَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ آثَارًا اجْتِمَاعِيَّةً عَظِيمَةً، فَفِيهِ تَتَجَلَّى صِلَةُ الأَرْحَامِ فِي أَرْقَى صُوُرِهَا، وَبِهِ تُبْسَطُ الأَرْزَاقُ، وَتُخَلَّدُ الآثَارُ، وَتَتَقَوَّى أَوَاصِرُ التَّضَامُنِ بَيْنَ أَفْرَادِ الأُسْرَةِ وَالْمُجْتَمَعِ، فَالْبِرُّ بَرَكَةٌ فِي الْعُمُرِ، وَزِيَادَةٌ فِي الأَجْرِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r لاَ يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلاَّ الْبِرُّ»([22]). 
وَمَنْ كَانَ بَارًّا بِوَالِدَيْهِ رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِرَّ ذُرِّيَّتِهِ، قَالَ r:" بَرُّوا آباءَكُمْ تَبَرُّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ"[23] فَيَا أَيُّهَا الأَبْنَاءُ احْرِصُوا عَلَى بِرِّ آبَائِكُمْ وَإِسْعَادِهِمْ وَنَيْلِ رِضَاهُمْ، فَإِنَّ رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطَ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ  تَعَالَى:]إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[([24]) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ rمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»([25])
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابِةِ الأَكْرَمِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ وَعلَى سَائِرِ بِلاَدِ الْعَالَمِينَ([26]).
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ دَيْنًا إِلاَّ قَضَيْتَهُ، وَلاَ مَرِيضًا إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ مَيِّتًا إِلاَّ رَحِمْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحْةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ.
اللَّهُمَّ اغفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَإِخْوَانَهُمَا شُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ اشْمَلْ بِعَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا.
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ] وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ[([27])


([1]) النساء : 1.
([2]) الرحمن :60.
([3]) الإسراء :23 .
([4]) البقرة : 83.
([5]) النساء :36.
([6]) مسلم : 2548.
([7]) الأحقاف : 15.
([8]) أحمد : 25926.
([9]) الأدب المفرد للبخاري : 1/15.
([10]) ابن ماجه : 2089 .
([11]) مريم: 41- 45.
([12]) مريم : 14 .
([13]) مريم : 32 .
([14]) لقمان:14.
([15]) تفسير القرطبي 14/65.
([16]) الإسراء : 23.
([17]) مسلم : 2779 .
([18]) شرح النووي على مسلم 8/338  .
([19]) مسلم : 4628 .
([20]) أبو داود : 5142.
([21]) النساء : 59.
([22]) الترمذي : 2139.
([23]) الطبراني في الأوسط 1/299 عن ابن عمر رضي الله عنهما.
([24]) الأحزاب : 56 .

([25]) مسلم : 384.


Friday sermon: Parents are a ‘Divine blessing and a pathway to Heaven’

March 20, 2014 Updated: March 20, 2014 19:40:00
       

Parents are above all things, after obedience to Allah and his Prophet.

“Our parents’ favour on us is great because through them we were brought to life and under their wing of compassion, we grew up until we reached maturity and became independent,” says today’s sermon, “as such, they are a Divine blessing and a pathway to Heaven.”
The sermon adds: “Respecting them is their right and is our duty towards them.”
In the Quran, parents are often mentioned after Allah’s worship: “and your Lord has decreed that you not worship except Him, and to parents, good treatment”.
Another verse states: “And [recall] when We took the covenant from the Children of Israel, [enjoining upon them]. Do not worship except Allah; and to parents do good.”
While both parents are ranked before others in Islam, the mother is always a priority.
The sermon cites an incident when a man went to the Prophet Mohammed and said: “O Allah’s Messenger, who is more entitled to be treated with the best companionship by me?”
The Prophet said: “Your mother.”
The man said: “Who is next?”
The Prophet said: “Your mother.”
The man said: “Who is next?”
The Prophet said: “Your mother.”
The man said: “Who is next?”
The Prophet said: “Your father.”
A verse in the Quran illustrates the importance of a mother: “And We have enjoined upon man, to his parents, good treatment. His mother carried him with hardship and gave birth to him with hardship, and his gestation and weaning [period] is 30 months.
“Did not she willingly offer to care for you and attend to your cleanness at the expense of her own comfort? How many times did she stay up sleepless because you were ill, and perhaps out of sympathy she felt pain more than you did?” says the sermon.
\\ 


 

No comments:

Post a Comment