اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ
الْخُطْبَةُ الأُولَى
الْحَمْدُ لِلَّهِ السَّلاَمِ، ذِي الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، وَالْفَضْلِ وَالإِنْعَامِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ أَبْلَغَ حَمْدٍ وَأَتَّمهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللَّهُ
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ، بِذِكْرِهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ، وَتَخْشَعُ الأَفْئِدَةُ، وَأَشْهَدُ
أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، نَبِيُّ السَّلاَمِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ لِلأَنَامِ، دَعَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالْحُسْنَى، وَكَانَ سِلْماً عَلَى الْبَشَرِيَّةِ وَأَمْناً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ
أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ
بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ
جَلَّ وَعَلاَ، قَالَ تَعَالَى:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ[([1]).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الإِنْسَانَ، وَكَلَّفَهُ بِالْبِنَاءِ وَالْعُمْرَانِ،
وَأَمَرَهُ بِتَحْقِيقِ الأَمْنِ وَالأَمَانِ، وَإِشَاعَةِ السِّلْمِ وَالسَّلاَمِ،
فَجَعَلَ الدِّينَ عِنْدَهُ الإِسْلامَ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ)([2]) وَاللَّهُ تَعَالَى هُوَ السَّلاَمُ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، فَقَالَ تَبَارَكَ اسْمُهُ:( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ
إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ)([3]) فَاللَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ السَّلاَمُ، سَلاَمٌ فِي ذَاتِهِ، سَلاَمٌ عَلَى خَلْقِهِ، يُرِيدُ لَهُمُ الْخَيْرَ،
وَيَدْعُوهُمْ إِلَى قَوْلِ السَّلاَمِ، وَالاِتِّصَافِ بِالسِّلْمِ وَالْوِئَامِ، لِلْفَوْزِ بِدَارِ السَّلاَمِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ)([4])
وَالسَّلاَمُ مِنَّةٌ كَانَ النَّبِىُّ r يَطْلُبُهَا مِنْ رَبِّهِ عَقِبَ
كُلِّ صَلاَةٍ، فَعَنِ السَّيِّدَةِ عَائشَةَ رضي
الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِىُّ r إِذَا
سَلَّمَ لَمْ يَقْعُدْ إِلاَّ مِقْدَارَ مَا يَقُولُ:« اللَّهُمَّ أَنْتَ
السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ»([5]). وقَالَ r :( أَفْشُوا السَّلاَمَ تَسْلَمُوا)([6]) أَيْ مِنَ التَّنَافُرِ وَالتَّقَاطُعِ، فَتَزُولُ
الضَّغَائِنُ، وَتَدُومُ الْمَوَدَّةُ وَتَجْتَمِعُ الْقُلُوبُ، وَيَتَحَقَّقُ إِصْلاَحُ
ذَاتِ الْبَيْنِ.
عِبَادَ اللَّهِ: وَالسَّلاَمُ ضَرُورَةٌ بَشَرِيَّةٌ وَحَاجَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، فَبِالسَّلاَمِ تَتَحَقَّقُ مَصَالِحُ الإِنْسَانِ وَمَنَافِعُهُ، وَتَتَجَلَّى مَظَاهِرُ رُقِيِّهِ وَتَحَضُّرِهِ، وَالسَّلاَمُ هُوَ تَحْقِيقُ الطُّمَأْنِينَةِ بَيْنَ الْبَشَرِ، وَتَرْسِيخُ الْحُبِّ بَيْنَ
الأُسَرِ، وَإِشَاعَةُ الصُّلْحِ بَيْنَ الْمُتَخَاصِمِينَ، وَكَفُّ الأَذَى عَنِ
الْعَالَمِينَ، وَمَنْ طَلَبَ السِّلْمَ وَقَصَدَ السَّلاَمَ، نَالَ الْهِدَايَةَ
مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَأَبْصَرَ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، قَالَ تَعَالَى:(
يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ
وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ
إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)([7])
أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ السَّلاَمَ وَصِيَّةُ اللَّهِ تَعَالَى لأَنْبِيَائِهِ، وَهِدَايَتُهُ لِلصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِهِ، فَقَدْ كَانَ لِسَانَ حَالِ الأَنْبِيَاءِ مَعَ أَقْوَامِهِمْ، وَمَعَ أَهْلِيهِمْ
وَآبَائِهِمْ، فَهَذَا سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يُحَاوِرُ أَبَاهُ،
وَلِلإِيمَانِ يَدْعُوهُ، وَبِسِلْمٍ وَلِينٍ يَرْجُوهُ، فَلَمَا أَبَى طَاعَتَهُ
لَمْ يُعَنِّفْ وَلَمْ يُرَهِّبْ، بَلْ قَالَ بِلِسَانِ الإِسْلاَمِ وَرَغَّبَ :( سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ
رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا)([8]) وَلَقَدْ أَثْنَى الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ بِالذِّكْرِ عَلَى امْرَأَةٍ اتَّصَفَتْ
بِالْحِكْمَةِ، فَكَانَ السَّلاَمُ حِوَارَهَا، وَالْمَحَبَّةُ مَقْصِدَهَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي
أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ* إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ*
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً
أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ)([9]) فَلَمَّا اسْتَشَارَتْ قَوْمَهَا وَمُقَرِّبِيهَا
أَشَارُوا عَلَيْهَا بِالْقُوَّةِ ( قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو
بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ)([10]) فَتَدَبَّرَتْ عَوَاقِبَ الأَمْرِ، وَمَا قَدْ يَحِلُّ بِشَعْبِهَا وَبَلَدِهَا
مِنْ خَرَابٍ لِلْبُنْيَانِ، وَإِذْلاَلٍ لِلإِنْسَانِ، فَحَاوَلَتِ افْتِدَاءَ ذَلِكَ
بِهَدِيَّةٍ تُرَقِّقُ الْقُلُوبَ، وَتَدْفَعُ الْحُرُوبَ، وَقَالَتْ:( وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ
بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ)([11])
قَالَ قَتَادَةُ: رَحِمَهَا
اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهَا، مَا كَانَ أَعْقَلَهَا فِي إِسْلَامِهَا وَفِي
شِرْكِهَا، عَلِمَتْ أَنَّ الْهَدِيَّةَ تَقَعُ مَوْقِعًا مِنَ النَّاسِ([12]).
وَبِهَذَا أَوْصَلَتْ تِلْكَ الْمَرْأَةُ الْحَكِيمَةُ قَوْمَهَا
إِلَى فَلاَحِ الدَّارَيْنِ: الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) قالَتْ رَبِّ إِنِّي
ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)([13])
عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ أَوَّلَ الْكَلِمَاتِ الَّتِي قَالَهَا رَسُولُ اللَّهِ r وَهُوَ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ كَلِمَاتٌ مُوجَزَةٌ تَصْدَحُ بِالْحُبِّ،
وَتَأْمُرُ بِالسَّلاَمِ، فَانْفَتَحَتْ لَهَا الْقُلُوبُ وَالأَسْمَاعُ وَالأَبْصَارُ،
فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ تَأَثَّرَ بِذَلِكَ الصَّحَابِيَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلاَمٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَيَقُولُ: لَمَّا وَرَدَ رَسُولُ اللَّهِ r الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: قَدِمَ
رَسُولُ اللهِ r فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لأَنْظُرَ، فَلَمَّا
تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهٍ كَذَّابٍ، وَكَانَ
أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمُ أَنْ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ،
أَفْشُوا السَّلاَمَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا
وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ"([14]).
فَقَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ r لِلنَّاسِ أَنَّ السَّلاَمَ وِجْهَتُهُ، وَأَنَّ الأَمَانَ غَايَتُهُ وَمَقْصِدُهُ، وَلِذَلِكَ
كَانَ r يُوصِي جَمِيعَ النَّاسِ بِتَحْقِيقِ مَبْدَإِ السَّلاَمِ، فَيَأْمُرُنَا بِبَذْلِ السَّلاَمِ لِكَافَّةِ
بَنِي الإِنْسَانِ، فَقَالَ r
عِنْدَمَا سَأَلَهُ رَجُلٌ: أَىُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ :« تُطْعِمُ
الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ»([15]).
وَقَدْ تَأَصَّلَ
هَذَا الْمَعْنَى فِي أَذْهَانِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ
عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رضي الله عنه: ثَلاَثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ
الإِيمَانَ: الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ،
وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ([16]). قَالَ الْعُلَمَاءُ: وَهَذِهِ الثَّلاَثُ تَتَضَمَّنُ رَفْعَ التَّقَاطُعِ وَالتَّهَاجُرِ، وَالشَّحْنَاءِ
وَفَسَادِ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَأَنَّ سَلَامَهُ لِلَّهِ لَا يَتْبَعُ فِيهِ
هَوَاهُ، وَلاَ يَخُصُّ أَصْحَابَهُ وَأَحْبَابَهُ بِهِ([17]).
وَالسَّلاَمُ فِي التَّعَامُلِ مَعَ الْخَلْقِ وَصِيَّةُ اللَّهِ تَعَالَى لِصَفِيِّهِ مِنْ خَلْقِهِ وَخَلِيلِهِ، قَالَ تَعَالَى:( فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ
فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)([18]) أَيْ: لاَ تُجَاوِبْهُمْ بِمِثْلِ مَا يُخَاطِبُونَكَ بِهِ
مِنَ الْكَلاَمِ السَّيِّئِ، وَلَكِنْ تَأَلَّفْهُمْ وَاصْفَحْ عَنْهُمْ فِعْلاً وَقَوْلاً،
وَتِلْكَ هِيَ صِفَاتُ عِبَادِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ سُبْحَانَهُ:( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ
أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلاَمٌ
عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ)([19]) وَهَكَذَا يَعْمَلُ
الْمُسْلِمُ فِي دُنْيَاهُ مُتَّبِعًا شَرْعَ دِينِ الإِسْلاَمِ لِيَفُوزَ بِالْجَنَّةِ،
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( وَسِيقَ الَّذِينَ
اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ
أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا
خَالِدِينَ)([20])
فَاللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ السِّلْمَ لأَوْطَانِنَا وَشُعُوبِنَا وَأَهْلِينَا، وَأَدِمْ عَلَيْنَا نِعْمَةَ الْمَحَبَّةِ
وَالأُلْفَةِ وَالْمَوَدَّةِ، وَوَفِّقْنَا جَمِيعًا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ r وَطَاعَةِ مَنْ
أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ, عَمَلاً بِقَوْلِكَ:] يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ
مِنكُمْ[([21])
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ
نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صلى الله عليه وسلم
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْخُطْبَةُ
الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ
أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا
مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى
سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ
أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ
عِبَادَ اللَّهِ حَقَّ التَّقْوَى، وَرَاقِبُوهُ فِي
السِّرِّ وَالنَّجْوَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ السَّلاَمَ أَسَاسُ التَّعَايُشِ
بَيْنَ الأَفْرَادِ وَالشُّعُوبِ، فِي ظِلِّهِ يَحْيَا النَّاسُ فِي هَنَاءٍ وَرَخَاءٍ،
يَطْمَئِنُّونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ، فَيَشْعُرُ
الْجَمِيعُ بِالسَّعَادَةِ، وَفِي هَذِهِ الْبَلاَدِ الْمُبَارَكَةِ نَنْعَمُ بِالسِّلْمِ وَالاِسْتِقْرَارِ،
وَالأَمَانِ وَالاِزْدِهَارِ، وَيَحْظَى كُلُّ مَنْ يَعِيشُ عَلَى أَرْضِهَا بِالاِحْتِرَامِ
وَالتَّقْدِيرِ، آمِنًا فِي أَهْلِهِ، مُطْمَئِنًّا عَلَى نَفْسِهِ وَمَالِهِ، وَهَذِهِ
نِعْمَةٌ رَبَّانِيَّةٌ جَلِيلَةٌ، يَجِبُ الْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا، وَشُكْرُ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَنْ كَانَ سَبَبًا فِي تَحْقِيقِهَا، مِنَ الآبَاءِ الْمُؤَسِّسِينَ
وَوُلاَةِ الأَمْرِ الْقَائِمِينَ، الَّذِينَ يَنْشُرُونَ السَّلاَمَ، وَيَدْعُونَ إِلَيْهِ، وَيُحِبُّونَ الْخَيْرَ وَيَبْذُلُونَهُ لِلنَّاسِ،
مِصْدَاقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ r :( أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا
فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ: أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنكُمْ)([22])
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ
عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:]إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[([23]) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا
عَشْراً»([24])
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا
مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ
الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ
سَائِرِ الصَّحَابِةِ الأَكْرَمِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ
بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ وَعلَى سَائِرِ بِلاَدِ
الْعَالَمِينَ([25]).
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ
أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ
أَوْ عَمَلٍ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا،
وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ
هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ دَيْنًا إِلاَّ قَضَيْتَهُ، وَلاَ مَرِيضًا إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ مَيِّتًا إِلاَّ رَحِمْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً إِلاَّ قَضَيْتَهَا
وَيَسَّرْتَهَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا
حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن
زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحْةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا
رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ لِمَا تُحِبُّهُ
وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ
الأَمِينَ.
اللَّهُمَّ اغفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ
وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم،
وَإِخْوَانَهُمَا شُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ،
اللَّهُمَّ اشْمَلْ بِعَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا
وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا
مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا،
اللَّهُمَّ أَغِثْنَا.
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشكرُوهُ علَى نِعَمِهِ
يَزِدْكُمْ ] وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ
وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ
يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ[([26])
ABU DHABI // This week’s sermon calls on worshippers to seek peace in their communities and to help build a safe society.
It advises people to act peacefully with everyone around them.
“Muslims, Allah has created humans to build states and ordered them to achieve safety and security,” the sermon says.
“He asked for humans to promote peace, for Allah is blessed with the name of peace.
“He is Allah, other than whom there is no deity, the Sovereign, the Pure, the Peace, the Bestower of Faith, the Overseer, the Exalted in Might, the Compeller, the Superior. Exalted is Allah above whatever they associate with Him.”
The sermon will remind worshippers that the Prophet Mohammed wished for peace after every prayer.
“The Prophet would say: ‘Oh Allah, You are peace, and peace is from You, be blessed O Glorious and Honourable.’ He also advised people to seek peace to remain always at peace,” the sermon reads.
Peace and tranquillity is a necessity for human society to function, the sermon says.
It secures love between families, promotes reconciliation between disputing parties and helps people resist harming each other.
Peace is also a commandment that Allah gave to his prophets.
Hence, the sermon will recount the story of the Prophet Ibrahim’s attempts to convert his father.
When his father refused to join the religion, he did not intimidate his father or terrorise him, but used the language of peace.
As the Quran says: “[Ibrahim] said, ‘Peace will be upon you. I will ask forgiveness for you of my Lord. Indeed, He is ever gracious to me.’ ”
I hope we are all
keeping our children in ,Closing our doors and windows
covering your vessels at the falling of the night while saying bismillah InshAllah
if not let us still try to implement this sunnah!
as for the rest let us
DIscover the Sunnah of Week 2
Rinse our mouth after drinking milk
HUM SAB KO DUD PASAND HAI BUT we should do as The Prophet Sallalahu alayi wa salam who drank some milk then called for some water. Once he got the water he rinsed his mouth then said, ‘It has fat. ’ [Saheeh al-Bukharee and Saheeh Muslim]Imam An-Nawawi said in Sharh Saheeh Muslim: This hadeeth confirms it’s recommended to rinse the mouth after drinking milk
white days of Fasting and remember the sunnah of this week
thursday 14 friday 15and saturday 16 march
No comments:
Post a Comment